تجذب الدكاكين المتراصة على جنبات المنطقة التاريخية بجدة وما يعرض فيها من مأكولات ومشروبات وملبوسات وحرف يدوية الزائرين للمهرجان وتدفعهم لمعرفة مكوناتها والأدوات المستخدمة في إعدادها وصناعاتها. مندوب وكالة الأنباء السعودية حرص على توثيق هذا الإرث القديم والتجول في أرجاء المهرجان وعلى الدكاكين حيث كان له لقاء مع علاء الوجيه الذي يعمل على برد السكاكين وذلك عن طريق آلته القديمة المكونة من حجر الجير وسير مصنوع من الجلد وعجلة تساعده على دوران الحجر لبرد السكاكين. وأشار علاء إلى أن هذه المهنة قد توقفت منذ حوالي 28 سنة ولم تعد تظهر سوى في المتاحف والمعارض , وذلك لوجود أجهزة حديثة حلت بديلا عنها. وانتقل مندوب " واس" بعد ذلك إلى بائع البليلة صالح عبدالله الذي أوضح أن تاريخها يعود إلى 70 سنة , لافتًا النظر إلى أن هذه المهنة عمل متوارث أبًا عن جد منذ القدم وهو فن وليس كل من يعمل بهذا العمل يتقنه ، وهي لا زالت تستهوي الكثير من الناس ولما تحويه أيضًا من فوائد تعود على الجميع بالصحة بإذن الله. وحرص مندوب " واس " على التعرف على مكونات الآيسكريم " الندنرمة " من خلال البائع أحمد بخور " الذي بين أن الآيسكريم يعد من الحليب والمحلب والسكر والآلة القديمة التي تمزج المكونات سويًا مع بعضها البعض وتعمل على تخفيض درجة حرارتها لما دون الصفر حتى تصبح على ما هي عليه , وهي من المأكولات القديمة التي تحضى بقبول كبير من الزوار . ثم انتقل بعد ذلك إلى متحف رضوى الذي يحوي على أحياء بحرية عده ، وتحدث خلالها سالم عيد الجهني الذي أسهب في حديثة عن أحد الكائنات الحية البحرية وهي عروس البحر الأحمر التي وصفها بأن لها أصابع تشبه أصابع الإنسان ولها عمود فقري وأنها ترضع وليدها. وواصل الجهني كلامه عن الأحياء البحرية ومنها أخطر أنواع القروش " القصف " ويتميز بطول ذيله وسرعة مهاجمته للإنسان إلى جانب بعض الكائنات الحية الأخرى مثل السلاحف والكثير من الأسماك المختلفة الأخرى. وأعرب الزائر أحمد الشهري عن سروره بتواجده في هذا المحفل المشرف الذي يبين تاريخ أجدادنا وتراثنا الماضي وربطه بالحاضر حتى يعيش الجميع ويستشعر ذلك التاريخ العريق بكل ما يحويه من أشياء ثمينة في عملها كان يستخدمها القدماء في تسيير أمورهم الحياتية. وعبرت إحدى الزائرات عن سعادتها بما شاهدته من المنازل القديمة والتراثية وذلك لأنها تعود بالذاكرة للماضي وربطها بالحاضر إضافة إلى العديد من المأكولات والملبوسات التراثية التي تذكرنا بالمأكولات التي كانت مشهورة لدى أجدادنا في الماضي ، متمنية استمرار مثل هذه المهرجانات ودعمها .