وصفت الهيئة المستقلة الدائمة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي حركة الأوروبيين الوطنيين ضد أسلمة الغرب الألمانية اليمينية "بيجيدا "، بالحركة العنصرية، عادّةً أن الحركة تؤجج بمسيراتها الإحتجاحية ظاهرة تنامي (الإسلامفوبيا) في أوروبا، ولا سيما ألمانيا. وأدانت الهيئة في بيان أصدرته اليوم بمقرها بجدة، مسيرات الإحتجاج التي نظمتها الحركة مؤخراً في المانيا، مشيرة إلى أن جهود منظمي هذه المسيرات في إخفاء نواياهم الحقيقية بدعوى أنها مجرد إعتراض على سياسات الهجرة في ألمانيا، بل كانت دوافع المحتجين والمنظمين عنصرية ونابعة من كراهية الأجانب. ولفتت الهيئة إلى أن مظاهر العنصرية تتمثل في اسم الحركة ذاتها التي نظمت هذه المسيرات الاحتجاجية، إضافة إلى بيانها الذي يسعى لحماية الحدود الثقافية للمجتمع الألماني، وكذلك الدعم الذي يقدمه السياسيون اليمينيون المتطرفون إلى النازيين الجدد، وجماعات مثيري الشغب من مشجعي كرة القدم. ونددت الهيئة بهذه الخطوة بصفتها تعبيرًا واضحًا عن تنامي التعصب والتنميط السلبي، ووصم الجالية المسلمة، التي تعد جزءًا فاعلاً وبنّاءً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الألماني، محذرة أن المتطرفين الانتهازيين اليمينيين المتطرفين يستغلون المخاوف الاقتصادية لتنميط، ووصم أقليات بعينها لتحقيق مكاسب سياسية يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة بما فيها التوجهات المعادية للأجانب والتمييز والكراهية والعنف ضد المجتمعات المحلية المستهدفة. إلى ذلك رحبت الهيئة بالبيان الذي أصدرته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، واستنكرت فيه الدعوة لهذه الاحتجاجات في وصفها إن في قلوب قادتها "تحاملاً وبرودة وكراهية"، كما رحبت الهيئة ودعمت التصريحات الإيجابية للقادة الدينيين والسياسيين والشخصيات الإعلامية، والرياضية الألمانية الذين شجبوا مثل هذه التحركات، وأعتبروها معادية للأجانب، معبرين عن دعمهم الكامل للتنوع والتسامح. وحثت الهيئة جميع البلدان والمجتمعات المتضررة من تنامي ظاهرة (الإسلاموفوبيا) أن تنفذ خطة العمل الواردة في القرار 16/18 الصادر عن مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة الذي يتضمن توافقًا عالميًا للآراء بشأن كيفية المكافحة الفعالة للنمطية السلبية والوصم والتحريض على الكراهية والتمييز والعنف ضد الأشخاص على أساس الدين أو المعتقد.