أقامت الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة, بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مساء أمس, ندوة بعنوان "التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية", شارك فيها كلٌّ من معالي رئيس مجلس الأمناء بالمركز وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، ومعالي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، ومعالي الأمين العام للمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن معمر . وتحدث معالي الشيخ الدكتور عبدالله المطلق, ضمن أحد محاور الندوة, عن العلم باعتباره حصناً من حصون الذَّود عن الدين والوطن، مؤكدًا أن التطرف لا دين له وكذلك الإرهاب . وقال معاليه : " إن الله تعالى نهى أهل الكتاب عن الغلو والتطرف، الذي سببه الفهم الخاطئ للنصوص الشرعية التي جاءت لإنقاذ البشرية, لكن الشيطان يلبس على من لم يتعمق في العلم فيَزل ويُزل معه الناس، إذ نسمع خطب المتطرفين ونقرأ ما يكتبون فنجدها مملوءة بالنصوص الشرعية, ونعوذ بالله من الإيمان ببعض الكتاب وترك بعضه الآخر ". وأوضح الشيخ المطلق أن التطرف ترك أثره على وحدة الأمة الإسلامية قديماً وحديثاً، ولا يزال التطرف يسري بأشكال مختلفة في العالم الإسلامي وغيره . وأضاف قائلاً : " نحن في هذا العصر نصطلي بنار التطرف, ويُلتقط أولادنا من حولنا ولا نعلم حتى يختطفون منًا، فيتحول الابن المطيع البار إلى شخص آخر بعيد كل البعد عما كان عليه، نتيجة هذا الفكر الخبيث، فإننا ونحن نتحدث عن التطرف, نتحدث عن ما يسمى في علم المال ب "التحوط", فيجب أن نبذل قصارى جهدنا في ألا يتسلل هذا الفكر الخبيث إلينا، ويجب على كل مسلم أن يعلم أن عليه مسؤولية فرض عين وهي أولاده ورعيته، والمسؤولية لدى المجتمع فرض كفاية " . وأبان أن الأمراض الفكرية أخطر من أمراض البدن لأنها تفتك بهؤلاء الشباب وتحولهم إلى معاول هدم لدينهم ووطنهم، فهم يضرون أنفسهم وغيرهم، إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك بعض الحدود لمن آذوه وقذفوا زوجته ولم يقتل رؤوس النفاق وترك إعادة بناء الكعبة, كل ذلك حرصاً على سمعة الإسلام . وأفاد الشيخ المطلق أن التطرف هو بضاعة الشيطان, يعرضها في كل دين وبيئة وزمان, ولا يزول ذلك إلا بالعلم الحقيقي المستمد من الكتاب والسنة . وخلص القول إلى أن الله منّ علينا في هذا العصر بالمجامع الفقهية, التي لا تكاد تخلو دولة منها، سائلاً الله تعالى أن يعيذنا وأولادنا من شر الغلو والتطرف, وأن يحفظ لبلادنا وأهلها أمنها واستقرارها. // يتبع // 17:25 ت م تغريد