أكد عدد من المشايخ والباحثين الشرعيين أن الإسلام يحرم الاعتداء وقتل الأنفس البريئة.وقالوا في أحاديث ل "الرياض" أن الدين الإسلامي دين وسط لا تفريط فيه ولا إفراط ولا غلو ولا جفاء، فالإسلام وسط في أحكامه والمسلمون وسطيون باتباعهم لهذا الدين. وفيما يلي نص الأحاديث.. يقول الشيخ د.محمد النجيمي رئيس قسم البحوث والدراسات المدنية بكلية الملك فهد الأمنية أن الإسلام يحرم أي عمل غير مشروع والإسلام لا يجيز الاعتداء على أي إنسان إلا بحكم الله وشرعه المطهر، وبالتالي فإن قتل الأنفس البريئة يعتبر محرماً يقول الله تعالى "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً". وإن كان من غير المسلمين فإن الله يقول "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" لأن المعاهدين والمستأمنين والذميين كل هؤلاء حرام أن يمسوا أو يؤذوا بأي حال من الأحوال إلا بحكم الله، ولهذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "من يقتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وأن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" وقد صدرت فتاوى من هيئة كبار العلماء من المجامع الفقهية تحرم هذه الأعمال الإرهابية الفاسدة وتصفها بالاجرامية وتدعو المسلمين البراءة من هذه الأعمال فإنها قد أساءت إلى سمعة المسلمين. ويقول الشيخ د.نهار بن عبدالرحمن العتيبي عضو الجمعية الفقهية السعودية والداعية الإسلامي أرسل الله تعالى رسوله بالهدى ودين الحق وجعل هذا الدين ديناً وسطاً لا تفريط فيه ولا إفراط ولا غلو فيه ولا جفاء ولا يخفى على كل ذي لب أن الله تعالى قد بين ذلك في كتابه الكريم فقال سبحانه وتعالى. "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" فالإسلام وسط في أحكامه والمسلمون وسطيون باتباعهم لهذا الدين، ولذلك سميت هذه الأمة المسلمة بالأمة الوسط وتبين ذلك جلياً واضحاً من خلال تحريم الإسلام للغلو في الدين وحرم التنطع في الدين، حيث قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون". ويقول الشيخ حمود الدعجاني إمام جامع وعضو الجمعية الفقهية السعودية ان دين الإسلام هو دين الوسطية بين طرفي الغلو والتقصير سواء في باب العقائد أو الشرائع أو المعاملات أو الأخلاق، والأدلة على ذلك كثيرة ومعلومة من الكتاب والسنة فمن ذلك قوله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" والانحراف عن هذا المنهج الوسط له أسباب فمن أسباب ذلك الجهل وعدم الفقه في الدين واتباع الهوى وما يمليه شياطين الإنس والجن وغلبة العاطفة غير المنضبطة بضوابط الشرع على العقل وأخذ الفتوى من غير أهلها واتباع الشبهات التي تثار في بعض وسائل الإعلام المغرضة دون التثبت والرجوع إلى أهل العلم. ويقول الباحث في الشؤون الجنائية الشيخ ضرمان بن عبدالعزيز الضرمان ان موقف الإسلام من التطرف والعنف وما ينتج عنهما من قتل وتفجير ونحوهما هو موقف بالغ الوضوح فقد ترافدت الأدلة من الكتاب والسنة على النهي القوي والصريح عن العنف وما يرادف هذه الكلمة من لفظ ومعنى ومن ان الله قد خاطب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم حول هذا الأمر ليكون دليلاً ونبراساً للأمة يلزمهم السير في ركابه والتقيد بأدابه فقال سبحانه (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) الآية.. إن العنف لا يخلف إلاّ الدمار والهلاك للحرث والنسل. وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم في كل الأحوال ان يكون الرفق لزيما للإنسان وأنه إذا تخلى عن الرفق ونزع إلى غيره ساء الأمر وتولد الخطب فقد قال عليه السلام: (ما كان الرفق في شيء إلاّ زانه وما نزع من شيء إلاّ شانه) وان بيان عظيم أثر هذه الأمور على الناس خصوصاً في عصر ازدهارها الذي نعيش ثناياه وتضاعيفه هو من ألح الضرورات وأكبر المهمات وأسنى الغايات. والأسباب التي جعلت الشباب يتوجهون لهذه الأعمال أسباب عديدة ومختلفة، ولعل في تصوري ان من أهم تلك الأسباب هو: 1- القصور الواضح وضحالة العلم الشرعي الصحيح المتفق مع ما جاء في نصوص كتاب الله ومادلت عليه وما صح عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فغالبهم (هؤلاء الشباب) لا يحملون علماً شرعياً يمكنهم من فهم النصوص على وجهها الصحيح. 2- عزوف كثير من العلماء عن الاندماج بين الشباب وتبصيرهم بأمور دينهم الصحيح، كما أنه لا يوجد حوارات ونقاشات شفافة للعلماء معهم ليصلوا في نهاية الأمر إلى الحق الذي ننشده، فإذا وجد العالم الناصح والفاتح بابه للجميع الصابر على أذى الناس فإن الشبهات المثارة ستزول وسيحل الأمن والإيمان. 3- ونتيجة لهذا العزوف من العلماء فهم قد يتبعون (أي الشاب) أشخاصا قد لا يمتلكون العلم الشرعي الصحيح والواسع، ولكنهم قد يملكون المهارات القتالية والأساليب الخطابية. 4- الظلم الذي يحصل في بلاد إسلامية شتى من قبل دول استعمارية واحتلالية استغلت هذه الأحداث لإثارة نزاعات داخلية وطائفية لتفكيك المجتمعات وتقسيمه دويلات. ويقول الشيخ فلاح الدوسري إمام جامع علي بن أبي طالب بالحرس الوطني ان موقف الإسلام واضح لمن نظر إليه بعين العقل لا عين الهوى فلقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم المتنطعين فقال في صحيح مسلم (هلك المتنطعون) قال النووي رحمه الله أي الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم والنصوص الدالة على ذم الغلو والعنف وكذلك الدالة على التحذير من ترك الأوامر والنواهي وعدم الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية كثيرة وجلية فعلى المسلم ان يتخذ المنهج الوسط طريقاً له لا إفراط ولا تفريط.