أكد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالعزيز السديس أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من أوضح الصور المشرفة التي تقدمها المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين في مختلف أرجاء العالم، وسيظل بفضل الله ثم بفضل ما يُقدّم له من اهتمام ودعم صرحاً عامراً بكتاب الله تشع منه أنوار الإيمان لتعم ديار المسلمين في شتى أقطار المعمورة على هيئات ونسخ مختلفة من كتاب الله ونشرات وكتيبات من السنة المطهرة تحمل أريج النبوة لكل من يهفو قلبه لذكر الله. وقال : إنه من خلال العناية الفائقة والبالغة بهذا الصرح المبارك من أولي الأمر حفظهم الله الذي يُرجى به عظيم النفع في خدمة القران الكريم ومستقبل الإسلام والمسلمين حيث سيفيض عطاؤه أمام ازدياد حاجة العالم الإسلامي للمصحف الشريف وترجمة معانيه إلى مختلف اللغات التي يتحدثون بها والعناية بمختلف علومه وكذلك خدمة السنة النبوية المطهرة سيفيض هذا العطاء بجمع وحفظ الكتب المخطوطة والمطبوعة والوثائق والمعلومات المتعلقة بالقران الكريم وعلومه ورد الأباطيل ودفع الشبهات التي تثار عن القرآن الكريم ونتيجةً لهذا الاهتمام الفاعل والمخلص سيسهم المجمع وعلى مستوى العالمِ الإسلامي - بعون الله وفضله - في تحقيق المزيد من الأمن الفكري والاستقامة على الهدي النبوي في المجتمعات الإسلامية وذلك لما للقرآن الكريم من أثر عظيم في تحقيق الأمن النفسي والحياة المستقرة المطمئنة :{ الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ْ}. جاء ذلك في تصريح لمعالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس بمناسبة ندوة (طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول ) التي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة يوم الثلاثاء القادم ، حيث أكد معاليه أن مما تُسرُّ له النفس أنَّ اهتمام المجمع لم يتوقف على طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي وفق أعلى مواصفات الدقة والجودة والإتقان بل تخطاه إلى تسجيل تلاوة القرآن الكريم إلى أهم لغات العالم وأوسعها انتشارًا وطباعتها في طبعات متميزة في الجودة وحسن الإخراج وإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم، وتنظيم الندوات والملتقيات العلمية التي تخدم القرآن الكريم، ورسالته وهدايته للعالمين. وواصل معالي الدكتور السديس قائلاً : إن المجمع أصبح رافداً خير وركنًا ركينًا يمد طلاب القرآن الكريم ورواد العلم على مختلف مستوياتهم ولغاتهم بالجوهرة الثمينة (مصحف المدينة) في صوره وأشكاله وأحجامه المتعددة - وهذا الأمر ليس بالمستغرب من قيادة المملكة العربية السعودية التي قامت بإعلاء كلمة التوحيد ورفعت رايته خفاقة عالية وعُرفت - ولله الحمد - بنبل المقصد وعلو الهمة وسمو الأهداف كذلك حرصها على كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين وذلك منذ عهد مؤسسها المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. وعبر معاليه في ختام تصريحه عن شكره لجهود وزارة الشؤون الإسلامية في الاهتمام والعناية بهذا الصرح العظيم ، ووافرُ الدعاء لأولي الأمر ، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظهم الله على الرعاية البالغة بكتاب الله وسنة رسوله ، سائلاً الله أن يجعل ذلك في موازين أعمالهم.