أكد رئيس عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس محمد بن خالد السويكت أن أكثر من ثمانية عقود ونيف تمر على ذكرى تأسيس المملكة على يد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ، فلا تزيدها إلا رسوخا وتألقا في الوجدان العام وتقديراً وامتنانا للإنجاز الذي تحقق على يد قائد ملهم وسياسي نذر نفسه من أجل وحدة أمته وعزتها فأناله الله ما أمل وحقق له ما أراد . وقال : " لقد تجلت بركات هذا اليوم الأغر عبر مظاهر تنموية ومكاسب حقيقية شملت كل أجزاء الوطن الكبير عبر منظومة متكاملة من المشاريع التي تركت آثارا واضحة في الأبعاد الحياتية المختلفة بدء من الأمن الاجتماعي والغذائي مروراً بالاستقرار والنماء الاقتصادي لتتشكل فيما بعد صورة رائعة لتنمية شاملة أضفت على الحياة طابعا يتسم بالرخاء والرفاه وتطور يعيشه المواطن في أساليب حياته وممارساته لينعكس بشكل إيجابي على احتياجاته الحقيقية في مجالات الصحة والتعليم والاتصالات والنقل وغيرها من المجالات الحياتية الأخرى وفق أساليب مدنية متطورة ومتحضرة، مشيرا إلى أن خطط التنمية الشاملة لم تغفل مشروعات النقل متعدد الوسائط في كل أبعاده من طرق برية ووسائل نقل جوي وبحري برز عبر منظومة متكاملة من مطارات وموانئ متطورة تدار وتشغل وفق أساليب وتقنيات عالية الجودة والأداء جعلت المملكة في مصاف الدول المتقدمة في هذه المجالات. وأوضح أنه خلال الفترة الماضية أطلقت المملكة أضخم برنامج لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية يربط وسط البلاد بغربها وشمالها بجنوبها عبر ثلاثة مشاريع مهمة هي مشروع قطار الحرمين السريع الذي يربط المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة مرورا بمحافظة جدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ بخط حديدي مكهرب يبلغ طوله 450 كيلومتر، مبينا أنه تم إنجاز مراحل متقدمة من هذا المشروع الكبير الذي تشرف المؤسسة على تنفيذه حيث بلغت نسبة الإنجاز في بناء المحطات حوالي 90%,إضافة إلى إنجاز جزء كبير من المرحلة الأولى التي تعنى بالأعمال المدنية، فيما يتقدم العمل بشكل جيد في أعمال المرحلة الثانية من المشروع التي تعنى بمد القضبان وكهربة الخط وتجهيز نظام الاتصالات والإشارات وتصنيع القطارات الكهربائية عالية السرعة 300 كلم / ساعة . وأبان رئيس عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن المشروع الثاني المعروف بقطار الشمال الجنوب الذي تشرف على تنفيذه شركة سار ويربط وسط المملكة بشمالها بطول 2750 كلم عبر خطين رئيسيين، يبدأ الأول من الرياض ويمتد باتجاه الشمال الغربي إلى الحديثة بالقرب من الحدود الأردنية، فيما يمتد الخط الثاني من نقطة المنتصف تقريبًا من خط الرياض - الحديثة مرورًا بمنطقة الزبيرة حيث مناجم ترسب البوكسايت وصولاً إلى منشآت المعالجة والتصدير في رأس الخير على ساحل الخليج العربي، والفرع الآخر يمتد من الرياض إلى الحديثة لخدمة مناجم الفوسفات في منطقة الجلاميد في شمال غرب البلاد، إضافة إلى فرع آخر لخدمة منطقة البسيطة الزراعية في الشمال الشرقي من البلاد، فضلا عن خط فرعي آخر لخدمة مدينة الجبيل الصناعية مع وصلة تربطها بمدينة الدمام، إضافة إلى المشروع الثالث في هذا البرنامج المعروف بمشروع "الجسر البري" الذي سيربط الشبكة القائمة بين الدماموالرياض بميناء جدة الإسلامي على البحر الأحمر بطول 950 كيلومتر . ولضمان تكامل هذه الشبكة وتعزيز فاعليتها أكد أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية تقوم حاليا بتحديث الخطة الاستراتيجية للخطوط الحديدية التي تهدف إلى وضع رؤية مستقبلية واضحة ومتكاملة لما يجب أن تكون عليه شبكة الخطوط الحديدية في الفترة القادمة والسبل الكفيلة بتطويرها وتحسين أدائها وتعزيز الدور المناط بها في خدمة الاقتصاد الوطني من خلال ضمان وسيلة نقل ونظام آمن وفعال ومتقدم تكنولوجياً يسهم في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية والقدرة التنافسية الدولية، ويضمن وجود بيئة صحية وآمنة لمواطنيها.