قال وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية الأستاذ في المعهد العالي للقضاء الدكتور إبراهيم بن محمد الميمن، إن المملكة العربية السعودية هيأ الله لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - رجل الحكمة والحنكة والمواقف المؤثرة في المشهدين العربي والدولي. وأوضح في تصريح له بمناسبة الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين للأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إن المليك المفدى تجاوز في كلمته أحاديث الاستنكار وردود الأفعال إلى دعوة الالتفاف والاجتماع والتعاون على ما يخدم قضايا الأمة العربية والإسلامية في وقت غاية الحساسية حيث بلغت فيه الفتن والمهددات ذروتها, وصارت الدول على طرف الزناد, مهددة بالطائفية والتشظي, والحروب والفساد والدمار في وضع مأساوي لا نشكوه إلا إلى من بيده جمع القلوب, وتأليف الأفئدة. وأشار إلى أن كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لامست شغاف القلوب، وحركت المشاعر، وأعذرت وأوقفت العالم أجمع على مكامن الخطر ومواطن الخلل، ومنبع الفتنة في هذه الأحداث، مبينًا أنه - أيده الله - أجمع أسباب المشكلة، وطرق الحل، وذلك حينما ضربت الفتنة أطنابها، وتكاثرت الأزمات والخطوب، وأصبح البعض ينسبون إلى الإسلام أفعالاً هو منها براء، وروجوا في سبيل ذلك مصطلحات أرادوا بها تشويه صورته الصافية النقية، مدّعين بذلك الدفاع عن الإسلام وحقوق المسلمين، وهم أبعد ما يكون من ذلك. وبين أن هذه الكلمة طرحت مضامينها قضية من القضايا التي أقضت المضاجع, وآلمت النفوس, وأثارت المكنون, نتج عنها ما يتسامع الناس به في منظومة الدول من جماعات ومنظمات قدمت نفسها على أنها المدافع عن الإسلام والمطالب بخلافة المسلمين، بل وأعلنت ذلك في تصرفات منكرة ألبست زوراً وبهتاناً لبوس الإسلام ونتج عنها الفساد وقتل الأنفس المعصومة, وإراقة الدماء, وترويع الآمنين, وتخريب يستنزف فيه الأموال والمقدرات. وأفاد أن كلمة خادم الحرمين الشريفين ضاعفت المسؤولية على العلماء والمفكرين للوقوف على حقائق ودقائق الواقع المؤلم في الأمتين العربية والإسلامية ووضع خارطة طريق للنظرة المستقبلية لها، ومؤازرة إخوتنا الفلسطينيين في وضعهم الذي يتعرضون فيه لأبشع أنواع الإرهاب المستخدم فيه العنف والقتل مع صمت مطبق من دول العالم. ولفت النظر إلى أن المملكة طوال تاريخها كانت ولازالت تحارب الإرهاب منذ بداية ظهور هذه الآفة وتصدت له بكل حزم ولله الحمد، وأصبحت تجربتها رائدة عالميا ومضرب المثل عالميا، في حين وضعت كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- المجتمع الدولي بكافة منظماته ومؤسساته على مكامن الدواء ومواطن المسؤولية لما تضمنه من أبعاد مهمة للإسلام وللأمتين العربية والإسلامية. وخلص إلى القول : إن من حق مليكنا على كل مواطن وكل مسلم أن يلهج بالثناء والدعاء بأن يحفظه الله قائدًا موفقًا، وإمامًا مسددًا، وملكًا ناصرًا لدين الله، قائمًا بمسؤوليته خير قيام، وأن يديم عليه نعمه، ويسبغ عليه فضله، ويكلأه برعاية، ويطيل في عمره، ويمده بالمزيد من الصحة والعون والتوفيق، إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.