أدانت منظمة أطباء بلا حدود الدولية استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء بمدينة غزة، أثناء وجود آلاف الجرحى ومئات الأطباء والعاملين فيه. وقالت المنظمة في بيان صدر عنها، اليوم، إن أحد موظفيها كان متواجدًا في المستشفى عندما تم استهداف قسم العيادات الخارجية لمستشفى الشفاء، الذي يعتبر الهجوم الرابع منذ بدء العدوان العسكري على قطاع غزة، حيث تم استهداف المستشفى الأوروبي العام، ومستشفى شهداء الأقصى، ومستشفى بيت حانون. وقال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في الأرض الفلسطينية المحتلة توماسو فابري "'إن استهداف المستشفيات والمناطق المحيطة بها أمر غير مقبول تمامًا، وانتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي'. وأضاف 'مهما كانت الظروف، يجب احترام المرافق الصحية والكوادر الطبية، لكن يبدو أن المستشفيات في غزة ليست الملاذ الآمن كما يجب أن تكون'. بدوره، قال مستشار منظمة أطباء بلا حدود في غزة ميشيل بيك : 'بعد ساعة واحدة من استهداف مستشفى الشفاء، ضرب صاروخ مخيم الشاطئ، وكان غالبية الجرحى من الأطفال ونقلوا جميعًا إلى مستشفى الشفاء'. من جهته، أوضح مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود ماري نويل رودريغ أن 'قطاع غزة محاصر، والجيش الإسرائيلي وجه أوامره للمدنيين بإخلاء بيوتهم وأحيائهم، فيما أنه لا يوجد لديهم مكان يذهبون إليه، وهم محرومون من حرية الحركة، ولا يمكن اللجوء خارج القطاع، لأنهم محاصرون بشدة'. وأشار إلى أن العمل والتنقل صعب وخطير للغاية للمنظمات الطبية والإنسانية في قطاع غزة، مثل منظمة أطباء بلا حدود، ففي الأسابيع الثلاثة الماضية تم استهداف سيارات الإسعاف واستشهد وأصيب مسعفين تابعين للهلال الأحمر، مبينًا أن هجوماً جويًا شنته الطائرات الإسرائيلية على بعد بضع مئات من الأمتار من سيارة منظمة أطباء بلا حدود المحددة بوضوح وذلك في 20 الجاري، وفي اليوم نفسه سقطت الصواريخ على بعد 10 أمتار من خيمة منظمة أطباء بلا حدود التي أقيمت في مجمع مستشفى ناصر، جنوب القطاع لكنها لم تنفجر. وأضاف رودريغ أن الحصول على الموظفين والإمدادات الطبية في غزة أمر صعب للغاية بالنسبة لمنظمات الإغاثة، لأن معابر رفح، وإيريز، وكرم أبو سالم، يتم فتحها بشكل جزئي، لكن هناك خطر من القصف والأضرار المباشرة، و'السكان محتجزون كرهائن، ولا أحد تقريبًا يمكنه الدخول أو الخروج'. وقالت المنظمة في بيانها، إن فرق أطباء بلا حدود تمكنت في الأسابيع الثلاثة الماضية من الوصول إلى مستشفى ناصر في مناسبتين فقط، واضطرت إلى تعليق أنشطتها الجراحية في المستشفى، على الرغم من الاحتياجات الطبية الملحة، خاصة أن معظم الجرحى هم من النساء والأطفال. وقال منسق مشروع لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة نيكولا بارالوس 'لدينا فريق جراحي على استعداد للعمل في مستشفى ناصر، لكن من دون ضمانات أمنية ثابتة وموثقة من كلا طرفي النزاع، لا يمكننا أن نخاطر بإرساله للمستشفى'. وأضاف بارالوس أنه بسبب القصف العنيف هناك صعوبة في وصول المرضى والجرحى إلى المستشفيات، فنصف المراكز الصحية في غزة لا تعمل، وكل أربعة أشخاص من أصل 15 فقط يجدون مركزًا صحيًا مفتوحًا. وأشار إلى أن الحصول على مياه الشرب والمواد الغذائية أمر عسير، إضافة إلى وجود حالات الطوارئ، والاحتياجات الطبية الأساسية مثل الرعاية الصحية للأم وإدارة الأمراض المزمنة. ودعمت منظمة أطباء بلا حدود مستشفى الشفاء في مدينة غزة بالفريق الجراحي الكامل والمعدات الطبية الطارئة، وتم تقديم التبرعات من مخزونات الطوارئ إلى الصيدلية المركزية للشمال وجنوب القطاع، فيما أن عيادة العمليات الجراحية لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة تعمل ب10% - 30% من طاقتها فقط بسبب شدة القصف الذي يمنع الجرحى والمرضى من الوصول إلى العيادة، كما انقطعت الأنشطة العادية لمنظمة أطباء بلا حدود في مستشفى ناصر في خان يونس.