يواصل زعماء الاتحاد الأوروبي ال 18 أعمال قمتهم اليوم في بروكسل لليوم الثاني على التوالي. وكرس القادة الأوروبيون اليوم الأول من القمة بشكل شبه تام لمعاينة موقف الاتحاد من الأزمة في أوكرانيا ومستقبل العلاقات مع الشريك الروسي. وقرر زعماء الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على 12 شخصًا إضافيًا لصلتهم بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا تشمل تجميد أصولهم ومنعهم من السفر. وخلال عرضه لنتائج اليوم الأول من القمة شجب رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومباي الاستفتاء الذي أجرته القرم، مؤكدًا عدم الاعتراف به وعدم الاعتراف بالانضمام إلى روسيا . وأعلن عن إلغاء قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة مع روسيا فيما يلغي كل أعضائه القمم الثنائية مع الطرف الروسي، مشددًا على أن العقوبات ليست مسألة انتقام بل هي أداة في السياسة الخارجية، مؤكدا استعداد أوروبا لتسهيل إجراء حوار حقيقي بين أوكرانياوروسيا إلى جانب دعم كل المبادرات متعددة الأطراف لتحقيق هذا الهدف. وكان الاتحاد الأوروبي أعلن يوم الاثنين الماضي عن فرض عقوبات على 21 مسئولاً أوكرانيًا وروسيًا بعد الاستفتاء الذي أجري في جمهورية القرم وقرارها الانضمام إلى روسيا. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزية مانويل باروزو للصحفيين " إن المفوضية كُلفت من الدول الأعضاء بإعداد إجراءات ضد روسيا وتقييم أثر عقوبات إضافية ". وأضاف "إننا بالفعل نعمل على هذا، وننظر إلى مجالات أوسع يمكن أن يكون لها عواقب بعيدة المدى على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، لذلك نقوم في الحقيقة بالتحضير لتدابير محتملة تستهدف مجموعة واسعة من المجالات الاقتصادية". ولم تؤيد بعض الدول الأوربية ومنذ بداية الأزمة الأوكرانية فرض عقوبات ضد روسيا وهي ثالث أكبر شريك تجاري للاتحاد. وأوضح رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس في خطابه أمام قادة الاتحاد الأوروبي أنه يتعين التعامل مع أزمة القرم كمؤشر يقظة لإعادة التفكير في علاقات الاتحاد مع روسيا وجيرانها الشرقيين. وحث شولتس القادة على التفكير في الصراع من ناحية نتيجته وإبقاء جميع قنوات التواصل مع روسيا مفتوحة. وتشعر دول بالاتحاد ترتبط بعلاقات اقتصادية وتجارية وثيقة مع روسيا مثل قبرص وبلغاريا بالقلق من أن يؤدي تصعيد الإجراءات ضد روسيا الى الإضرار بها. وبيّنت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل من جهتها خلال القمة أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم دعم مالي للحكومة الجديدة في أوكرانيا بشرط أن تتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي. وقالت ميركل إن الاتحاد الأوروبي مستعد لإرسال بعثة مراقبين إلى أوكرانيا، لكنه يفضل أن ترسل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بعثة إذا وافقت روسيا على التكليف الذي سيناط بها. وتستمر القمة اليوم حيث سيتم التوقيع على الشق السياسي من اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا .