ذكرت وزارة الداخلية الأوكرانية، أن حصيلة القتلى في الاشتباكات العنيفة بشوارع العاصمة "كييف" الليلة، ارتفعت إلى 18 شخصاً، وأخذت الأزمة في شوارع العاصمة ومدن أخرى منحى المواجهات العنيفة. واندلعت أعمال العنف عندما تقدمت شرطة مكافحة الشغب نحو ميدان "الاستقلال" في كييف، وهو مركز الاحتجاجات المناهضة للرئيس فيكتور يانوكوفيتش، وحددت قوات الأمن مهلة للمحتجين لإنهاء الاضطرابات. وأقام المتظاهرون، الليلة جداراً من نار لحماية أنفسهم من عناصر الشرطة الذين بدأوا يطردونهم، واستخدم المتظاهرون قطعاً من الكرتون وألواحاً خشبية وخيماً لإبقاء الشرطة على مسافة بعيدة منهم وإبطاء تقدمهم داخل الساحة. وكان مئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب تتقدمهم ثلاث آليات مدرعة باشروا عملية تقدم بطيئة مستخدمين خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لإبعاد المتظاهرين الذين ردوا بمقذوفات وزجاجات حارقة وأضرموا النار في إحدى المدرعات. وطلبت الشرطة بواسطة مكبرات للصوت من النساء والأطفال مغادرة المكان، متحدثة عن إطلاق "عملية لمكافحة الإرهاب". وفي المقابل، كان آلاف المتظاهرين ينشدون النشيد الوطني الأوكراني. وبعد أسابيع من هدوء الحراك الاحتجاجي المستمر منذ نحو ثلاثة شهور، سرعان ما تحولت مسيرة باتجاه البرلمان إلى مواجهة مع قوات الأمن، هي الأولى منذ نهاية يناير عندما سقط أربعة قتلى وأصيب أكثر من 500 بجروح. وفي وتطور جديد للأحداث، أبلغت الشرطة ووسائل إعلام محلية في وقت متأخر الليلة، أن المتظاهرين سيطروا على مبان حكومية في بضع مدن في غرب أوكرانيا. وبعد مواجهات بالقنابل اليدوية أدت إلى إضرام النار في المباني العسكرية في مدينة "لفيف" غرب البلاد، استولى حوالي خمسة آلاف متظاهر على مستودعات للسلاح. وفي صعيد متصل، أعلن زعيم المعارضة، فيتالي كليتشكو، انسحابه من المحادثات مع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، دون التوصل إلى أي اتفاق حول كيفية إنهاء العنف في العاصمة كييف، مضيفاً أن يانوكوفيتش، يرى أن الحل الوحيد هو إخلاء ساحة الميدان وأن يعود الجميع إلى منازلهم.