شهدت المواجهات بين الشرطة الأوكرانية ومتظاهري المعارضة هدنة لساعات أمس، فرضها لقاء قادة المعارضة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش طالبوه فيه بتقديم تنازلات، بعد ايام على اعمال عنف التي خلّفت خمسة قتلى وسط كييف. ولم تفضِ مفاوضات أجريت اول من امس الى نتيجة. وأعلن احد قادة المعارضة فيتالي كليتشكو انه تحدث الى ممثلي الشرطة الذين وعدوه بعدم اطلاق قنابل صوتية او غازات مسيلة للدموع. كما حضر الى الساحة، ودعا المتظاهرين الى السماح لرجال الإطفاء بإخماد إطارات مشتعلة تحولت إلى حاجز يفصل بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب. وفيما رأى كليتشكو أن فرص نجاح المفاوضات «ليست كبيرة لكنها قائمة»، متوعداً ب «شن هجوم» في حال فشلها، صرح ارسيني ياتسينيوك، زعيم حزب المعارضة المسجونة يوليا تيموشينكو بأن «هناك حلين، هما وقف سفك الدماء وإبقاء جميع متظاهري ساحة الاستقلال أحياء». وأضاف في خطاب ألقاء أمام عشرات آلاف الأشخاص: «في حال لم يحصل ذلك أقول شخصياً إنني لن أعيش في العار. سنمضي جميعاً قدماً حتى إذا كانت النتيجة رصاصة في الرأس». وكانت المواجهات اشتدت أول من امس، اثر مهاجمة قوات مكافحة الشغب المدعومة بآلية مدرعة حواجز نصبها متظاهرون في شارع غروشيفسكي على بعد مئات الأمتار من ساحة الاستقلال. وخلال الهجمات أطلقت النيران بكثافة، واستخدمت الشرطة قنابل مسيلة للدموع وأخرى صوتية وكذلك خراطيم المياه، رغم تدني درجة الحرارة إلى 10 تحت الصفر، ورد المتظاهرون بإلقاء زجاجات حارقة على قوات الأمن. وأمس، تحصن عشرات المتظاهرين وراء حواجز الإطارات المشتعلة التي شكلت سحابة من الدخان الأسود زاد ارتفاعها عن 10 أمتار. وألقى بعضهم أحياناً زجاجات حارقة التي خزنوا كميات منها. وردت الشرطة بإلقاء قنابل صوتية. ورغم التوتر الشديد، اعتبرت المواجهة بين الجانبين هادئة مقارنة بصدامات الأيام الماضية التي دانها الغرب بشدة. إلى ذلك، وعدت روسيا بعدم التدخل مبدية «قناعتها» بأن السلطات الأوكرانية «تعرف ما يجب فعله، وستجد الحل الأنسب لعودة الوضع إلى طبيعته في البلاد وفرض الأمن والسلام». وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: «لا يحق لنا أن نتدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا في أي شكل من الأشكال»، فيما أسف بيسكوف «للتدخل الأجنبي الجلي» في أزمة أوكرانيا، وقال: «لا نفهم قول سفراء دول أجنبية في كييف ما يجب أن تنفذه السلطات الأوكرانية، ومن أين يجب أن تسحب قواتها، وهو أمر مرفوض ويثير استنكارنا». وأضاف: «روسياوأوكرانيا بلدان شقيقان، ويؤلمنا أن نرى ما يجري في كييف».