بدت لدى العلماء صورة توضح أسباب مرض الزهايمر وذلك بعد إجرائهم أكبر تحليل للحمض النووي (دي أن أيه) للمرضى المصابين به وأسفر هذا التعاون الدولي على نطاق واسع عن مضاعفة عدد الجينات المرتبطة بالإصابة بالخرف إلى 21 جيناً. وأوضحت وسائل الإعلام البريطانية أن مركز أبحاث الزهايمر في بريطانيا أكد أن هذه الاكتشافات تسهل بشكل كبير فهم طبيعة المرض. وقالت البروفسورة جولي ويليامز من جامعة كارديف البريطانية أحد الباحثين الرئيسين إنه من الصعب معالجة المرض عندما لا يكون هناك معرفة بأسبابه. وذكرت وسائل الإعلام أن الشفرة الوراثية وتعليمات بناء وتسيير فعاليات الجسم شكلت مصادر لأدلة حل لغز هذا المرض مشيرة إلى أن مجموعة تشمل نحو ثلاثة أرباع علماء الوراثة المختصون بالزهايمر من 145 مؤسسة أكاديمية قد نظروا إلى الحمض النووي ل 17 ألف مريض و37 ألف شخص سليم الصحة ووجدوا نسخا ل 21 جينا أو مجموعات تعليمات وراثية التي تجعل من المرجح أن يتطور مرض الزهايمر لدى الشخص. وأشارت الهيئة إلى أن العلماء لم يؤكدوا قطعا بأن مرض الزهايمر سيتطور لدى من يحملونها لكنهم أشاروا إلى أنها تجعله أكثر احتمالا. وقالت البروفسورة ويليامز لقد ضاعفنا عدد الجينات المكتشفة وقد ظهر لنا نموذج قوي جدًا لتحليل علاقتها بالمرض وهناك ثمة شيء ما في الاستجابة المناعية هو ما يتسبب بمرض الزهايمر وعلينا أن ندقق النظر في ذلك وكما يبدو هناك علاقة أيضا للطريقة التي يتعامل بها الجسم مع الكولسترول والطريقة التي تتعامل بها خلايا الدماغ مع الجزيئات الكبيرة في عملية الالتقام (Endosytosis ) وهي التي تمتص فيها الخلايا الجزيئات الكبيرة مثل جزيئات البروتين. وأوضحت أن الأمر يتطلب الآن جماعات بحث جديدة تستفيد من هذه الاكتشافات لتبني عليها بحوثها لتحديد ما الذي يتعطل بالضبط في الجسم أثناء تطور المرض وتطوير العلاج المناسب وقد يتضمن العلاج أدوية أو معالجة الجينات الوراثية أو تغييرات في نمط الحياة..وقال مدير مركز بحوث الزهايمر في بريطانيا أريك كاران من جانبه إنه عبر رسم خريطة للجينات الأكثر شيوعا في ظهور مرض الزهايمر توضح لنا هذه الاكتشافات العمليات البيولوجية التي يمكن أن تسهم في تقدم فهمنا بشكل كبير لهذا المرض المدمر مشيرًا إلى انه على الرغم من أن هذا الاكتشاف الجديد يبدو واعدا بشكل حقيقي إلا ان القيمة الحقيقية ستأتي من تحديد الجينات المسؤولة بدقة عن المرض وكيف تسهم في مرض الزهايمر وكيف يمكن ترجمة ذلك إلى فوائد للناس الذي يعيشون مع المرض. // انتهى // 19:40 ت م تغريد