بدأت اليوم بمدينة فاس المغربية فعاليات ندوة دولية حول "الحوار بين الحضارات واحترام التنوع الثقافي" والذي تنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الايسسكو والمنظمة الدولية للفرانكفونية. وقال العاهل المغربي الملك محمد السادس في كلمة وجهها للمشاركين في الندوة : "إنه في عالم مطبوع بشتى التناقضات، وبتوالي الأزمات بمختلف أشكالها، لا ينبغي الوقوف اليوم كمجرد شهود على انبثاق نموذج حضاري كوني جديد، تحكمه العولمة والتكنولوجيات الحديثة، بل لا بد من التحلي بالنزاهة الفكرية، والقدرة على الإبداع من أجل تطوير وسائل مبتكرة، لفهم العالم والتأثير فيه، دون الانسياق المرفوض للتعصب ونبذ الآخر". وأضاف : "إنه استحضارا لتعقيدات عالم اليوم، ولترابط إشكالياته الراهنة، ورغم ما يعرفه من أزمات وتوترات، ومن حروب ونزاعات، ورغم التحديات التنموية والاجتماعية والبيئية والأمنية، التي تواجهها البشرية، فإنه ينبغي إشاعة روح الأمل والتفاؤل، والتوجه نحو المستقبل، من أجل بناء عالم أكثر أمنا واستقرارا، وإنصافا وإنسانية". ودعا العاهل المغربي في هذا الصدد إلى تجاوز المنظور الفكري الضيق، الذي يعتبر المجتمعات مجرد دول وشعوب، تتعايش أو تتنافس في ما بينها، والارتقاء إلى مفهوم أوسع وأكثر إيجابية، يجعل من الأمم والشعوب مكونات متنوعة لكيان واحد، وهو الإنسانية. وشدد العاهل المغربي على ضرورة جعل الحوار بين الحضارات والثقافات أولوية ملحة، خاصة في ظل ما يعرفه العصر الراهن من اهتزاز في المرجعيات، وتنامي ظاهرة التطرف والإرهاب الإيديولوجي، والجريمة العابرة للحدود، وتزايد الكراهية العرقية، والعداء للإسلام، ومعاداة السامية، وكل أشكال التمييز. كما شدد على ضرورة العمل على تعزيز سبل التعارف والتفاهم والتواصل بين الشعوب، واستثمار التنوع الثقافي كرافعة لإثراء الحضارة الإنسانية، بدل جعله سببا للتنافر والكراهية، داعيا الفاعلين المعنيين من مؤسسات وطنية، وهيئات دولية، ومنظمات غير حكومية، وفعاليات أكاديمية وفكرية، ووسائل إعلام إلى تحمل مسؤوليتهم الجماعية في بلورة آليات عملية، كفيلة بتوفير أسباب "العيش المشترك"، في إطار الطمأنينة والاستقرار. ويبحث المشاركون في هذه الندوة التي تستمر ثلاثة أيام على تحليل التطورات والمخاطر والعراقيل التي تحول دون تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان ، وذلك على ضوء التغيرات التي تشهدها العلاقات الدولية ، والتحولات الجارية في المشهد السياسي الدولي. كما ستتبنى الندوة إعلانا للمشاركين موجه لمختلف الفاعلين المعنيين بالمجتمع الدولي. // انتهى // 22:24 ت م تغريد