افتتحت اليوم بمقر المنظمة الاسلامية للتربية و العلوم و الثقافة الإيسسكو في الرباط اعمال الاجتماع الثالث لجهات التنسيق لتحالف الحضارات الذي تستضيفه المنظمة بمشاركة ممثلي 60 دولة و ممثلي 12 منظمة دولية. وفي افتتاح الاجتماع الذي يستمر يومين دعا الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام لمنظمة الإيسيسكو الدول الكبرى وكل القوى المحبة للسلام إلى المبادرة بإنهاء الصراع القائم على الاحتلال الإسرائيلي التوسعي للأراضي الفلسطينية والعربية، والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس في أسرع وقت. وقال إن العالم اليوم في حاجة ماسة إلى إيجاد حل عادل وشامل وسريع لمعاناة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت احتلال يحرمه من حقه في الحياة الحرة الكريمة مبرزا ان هذا الأمر سيسهم في زيادة الصراعات وتفاقم الخلافات بين الحضارات،مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية مخالف للقانون الدولي وعامل في إشاعة الفوضى واختلال الأمن والسلم الدوليين. ولفت الى أن المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة الذي عقد في باكو أخيراً قد أسهم في بلورة رؤية العالم الإسلامي إلى تحالف الحضارات. وقال إن هذه الرؤية المتكاملة الأركان ذات الأفق الإنساني الواسع تعبر عن روح الحضارة الإسلامية التي يشهد لها الجميع بأنها أسهمت بشكل فعّال في بناء الحضارة الإنسانية العالمية. وذكر د0التويجري أن المسيرة الإنسانية على طريق تحالف الحضارات قد انطلقت، وأن الأهداف الكبرى التي حددت للتحالف، قد بدأ العمل على تحقيقها، وسط الأجواء المعتمة والأوضاع المقلقة التي تسود العالم في هذه المرحلة. واضاف ان هذا الأمر يثبت أن إرادة الخير والأمل والثقة في القدرات الإنسانية الهائلة لتجديد البناء الحضاري العالمي قد تغلبت على الصعاب والمشاكل التي تعترض طريق العاملين في هذا المجال الحيوي. وشدد مدير عام الإيسسكو على أن تحالف الحضارات يتوجّب أن يسير في اتجاه القضاء تدريجياً على أسباب التباعد والتنافر والتخاصم والصراع بين الثقافات والحضارات والأديان، وعلى دواعي الكراهية والعنصرية والتمييز والتفرقة، موضحا أن تلك هي رسالة تحالف الحضارات في عالم اليوم وفي المستقبل . وقال إن الإيسيسكو تعمل على إشاعة ثقافة الحوار بين الحضارات، لأن هذا هو اختيار العالم الإسلامي المحب للسلام، والمشارك في صنع السلام، على أساس متين من العدل والحق والشرعية الدولية، وإنها قطعت أشواطاً مهمةً في هذه السبيل سواء على مستوى عقد المؤتمرات والندوات الدولية حول قضايا الحوار والتحالف التي دعت للمشاركة فيها صفوةً من المفكرين والأكاديميين والإعلاميين من العالم الإسلامي ومن الغرب، أو على مستوى إصدار عشرات الكتب والدراسات التي تبحث هذه القضايا برؤية شمولية وبعقلية مستنيرة. وأشاد المدير العام للإيسيسكو بالمبادرات التي اتخذها قادة عدد من الدول الأعضاء والحكومات والمنظمات والمؤسسات الحكومية والأهلية في العالم الإسلامي، بشأن تعزيز الحوار بين الثقافات ونشر ثقافة التحالف بين الحضارات. . من جانبها أكدت كاتبة الدولة في الخارجية المغربية لطيفة اخرباش في كلمتها في افتتاح الاجتماع ان التقدم الذي حققه تحالف الحضارات من خلال المنتديين السابقين اللذين عقدا على التوالي في مدريد وإسطنبول، لهما خيرُ شاهد على الإرادة القوية التي تحذو أعضاء تحالف الحضارات لترسيخ مبادئ وقيم الحوار والتفاهم بين الشعوب. وأكدت المسؤولة المغربية عزم بلادها على دعم جهود المجتمع الدولي في مجال تعزيز حوار الثقافات وتحالف الحضارات. تجدر الاشارة الى ان هذا الاجتماع الذي عقد تحت رئاسة الرئيس البرتغالي السابق و الممثل الأعلى للأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات جولاج سامبايو سيتخلله على مدى يومين تنظيم موائد مستديرة تخصص لدراسة استراتيجيات تحالف الحضارات في الجنوب الشرقي لآسيا وأمريكا اللاتينية وآسيا, كما سيناقش عددا من المواضيع المتعلقة ب"صورة الآخر في الكتب المدرسية" عبر دراسة أوروبية-عربية أنجزتها هيئات منها الأيسيسكو ومنظمة اليونسكو والجامعة العربية, والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم, وجامعة الأزهر, فضلا عن مناقشة وسائل وضع "الكتاب الأبيض للحوار الثقافي" المنجز من طرف المجلس الأوروبي. // إنتهي //