يعد استعمال الحناء (أي تخضيب اليدين بالحناء) عادة لا تقبل المنافسة في محافظة الطارف الجزائرية كما في باقي مدن الجزائر الأخرى, وهي تواصل تحدي الزمن حيث يبدأ التجار بعرض الحناء في متاجرهم سنوياً تحسباً لاسقبال عيد الفطر المبارك. ومع حلول العيد يتحول سكان الطارف قليلاً عن مصاريف شهر رمضان ويبدأون في التحضيرات الخاصة بعيد الفطر حيث تحتل الحناء مكانة بارزة في هذه المناسبة. ويبرز للعيان ذلك الإقبال الخاص على هذا المنتج التقليدي الملون تقريباً في كل مكان في الشوارع التجارية بهذه المدينة حيث يعرض التجار مجموعة كبيرة من أنواع الحناء التي تتهافت النساء على اقتنائها من أجل ضمان استمرارية هذه العادة القديمة. وعلى طاولات العرض يقدم أصحاب المحلات التجارية للزبائن مجموعة متنوعة من الحناء بالإضافة إلى الأكسسوارات المرافقة المختلفة لاستعمالها حيث يقف الناس طويلاً أمام هذه المجموعة الكبيرة من أنواع الحناء قبل اتخاذ القرار باقتناء المنتج الملائم لكل واحد منهم. وقالت إحدى الموظفات في محلات بيع الحناء إنها لا تُسِّند مهمة شراء الحناء إلى أي شخص مهما كان معربة عن فخرها بالمحافظة على هذا التقليد. وقديماً كان الخيار أسهل بكثير حيث كان مقتصراً على الاختيار بين الحناء الخضراء المسحوقة المصنوعة في المنزل وتلك المعبأة في علب صغيرة حيث تجد المرأة مبتغاها بسرعة, أما في الوقت الحالي فتقف النساء حائرات أمام الباعة الذين يبذلون أقصى جهدهم من أجل التحدث عن مزايا هذا المنتج أو ذاك الموجه لتزيين اليدين والقدمين وفي بعض الأحيان الخاص بالشعر من أجل أن تظهر في أحسن حلة خلال يوم العيد. وتقول إحدى الطالبات الجامعيات إن الحناء تمثل إحدى الثقافات الراسخة بعمق في عادات هذه المنطقة الواقعة بأقصى شمال شرق البلاد , لافتةً إلى أنه قديماً كانت النساء يشعرن بالسعادة عند تخضب أيديهن وأقدامهن بالحناء على طريقة الأجداد دون الاكتراث كثيراً بالصنف والمظهر الخارجي, وموضحة أنه في عصرنا الراهن أضحت هذه العادة فناً مستقلاً بذاته يتطلب معرفةً واتقاناً. // انتهى // 16:11 ت م تغريد