أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، أن العالم يمر بمرحلة دقيقة تَتَعَاظَمُ فيها المسؤولية المشتركة بين القيادات السياسية والفكرية والثقافية والروحية، لإنقاذ البشرية من مخاطر جمة ناتجة عن عدم احترام التنوّع الثقافي الخلاَّق، وتنامي التطرف اللذان يعوقان الحوار الجادّ بين الثقافات والحضارات وأتباع الأديان في ساحة التعاون الدولي. وأوضح التويجري في كلمة ألقاها في الجلسة الأولى من أعمال منتدى الأممالمتحدة الخامس لتحالف الحضارات اليوم في فيينا أن الحوار الذي هو اختيار الحكماء ومنهج العقلاء من أجل بناء السلام العالمي، يبدأ من الاحترام المتبادل بين الثقافات الإنسانية للوصول إلى التحالف بين الحضارات. مشدّداً على أن الحوار ليس ترفًا فكريًا أو عملا ً ثانويًا، ولكنه ضرورة حيوية للإنسان في هذا العصر وفي كل عصر. وأضاف قائلاً "إن إصلاح العالم وإنقاذ البشرية مرهونان بتعزيز ثقافة الحوار وتعميق قيم التعايش على شتى المستويات ومحاربة التطرف والإساءة الى ثقافات ومعتقدات الشعوب. فالسلام في الأرض يبدأ تفاهمًا بين الأمم وحوارًا بين الثقافات وتحالفًا بين الحضارات. ولذلك فإن السلام لا يصنعه القادة السياسيون، ولا القادة العسكريون، ولا رجال الاقتصاد والمال دون سواهم، ولكن السلام في الأرض يُبنى في العقول من خلال الحوار بين الثقافات وتعزيز المشتركات الإنسانية وتوسيع دوائر التعاون والتكامل". وأشار المدير العام للإيسيسكو إلى أن المحاور التي ستعالج في هذا المنتدى الدولي، مثل قضايا الهجرة والاندماج وتنقل الأشخاص والبضائع، والحرية الدينية والتعددية، وتنوع المحتوى الإعلامي، وغيرها، هي قضايا إنسانية ملحة، وأنها تحديات تواجه المجتمعات البشرية. وختم كلمته قائلا "باعتبارنا من المؤمنين برسالة الحوار بين الثقافات ومن العاملين من أجل التحالف بين الحضارات، على تنوّع اهتماماتنا وتعدد اختصاصاتنا، فإننا ندعو ونؤكد على اعتماد الرؤية الثقافية والحضارية في معالجة مشاكل العالم، ونناشد القيادات السياسية والقوى الدولية الكبرى، أن تتضافر جهودها من أجل إعادة الاتزان والاعتدال إلى المجتمعات الإنسانية، حتى يعمّ السلام وتساهم الأسرة البشرية في صناعة المستقبل الآمن المستقر". يذكر أن مدير عام (الإيسيسكو) يشارك، بدعوة من الحكومة النمساوية، في منتدى الأممالمتحدة العالمي الخامس لتحالف الحضارات الذي يعقد في فيينا يومي 27 و 28 فبراير الجاري تحت شعار (قيادة مسؤولة في التنوع والحوار). // انتهى //