قادت المشاريع التعليمية الكبرى التي تنفذ في محافظة العقيق بمنطقة الباحة , إلى رفع اهتمام سكان المنطقة بجعل المحافظة الوجهة الأولى لهم ؛ إذ تستقطب يومياً عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات الذين ينهلون العلم من نبع جامعة الباحة والكلية التقنية اللتان نفذتا على مساحة تفوق العشرة ملايين متر مربع. وتشكل محافظة العقيق في الوقت الحاضر همزة وصل تربط مدينة الباحة ومختلف محافظات المنطقة ، ونقطة التقاء للمنطقة بالمناطق المجاورة كالرياض وعسير ومكةالمكرمة ، حيث كانت وما زالت القلب النابض لمنطقة الباحة المليء بالماء والغذاء , ومحط رحال المسافرين للمنطقة عبر بوابتها الجوية , وهي الغنية بإرثها التاريخي العريق ، والزاهية بحاضرها الرشيق . وتعد محافظة العقيق المصدر الأساسي للمياه للباحة في الوقت الحاضر , فهي تضم العديد من الأودية كالعقيق واللحيان وجرب وكرا ووراخ وثراد الأمر الذي جعلها تحظى بمجموعة من السدود العملاقة ، من أبرزها سدي وادي العقيق ووادي ثراد اللذان يعملان إلى جانب السدود الأخرى على احتجاز مياه الأمطار ، ثم ضخها عبر الشبكات الأرضية لمختلف أنحاء المنطقة . وثمة ما يميز العقيق ، فزيادة على أنها مصدر غني بالمياه ، فهي ثرية بالغذاء لكثافة مزارعها ، حيث تشتهر بتنوع منتجاتها الزراعية كالتمور والقمح والشعير والخضروات والفواكه مثل العنب والرمان والمشمش والحمضيات . وللجهتين الشرقيةوالجنوبية من المحافظة تاريخ عريق مع الماضي ، فهي تحمل الكثير من الآثار البارزة ، مثل طريق التجارة القديم أو طريق الحج اليمني الأعلى / النجدي / الذي شهد في العصور البائدة مرور الكثير من قوافل الحجاج والقوافل التجارية من وإلى مكةالمكرمة , علاوة على العديد من الكتابات والنقوش الإسلامية التي يؤرخ بعضها بالفترة ما بين القرن الأول وحتى القرن الثالث الهجري , وبعض المواقع الأثرية الأخرى التي تؤرخ بالفترة الإسلامية مثل موقع بهر وموقع جنوب غربي العقيق وقرية المعملة وروضة بني سيد وغيرها . // يتبع //