إعداد : سلطان شويلة تصوير : أنس الفقيه تقف محافظة العقيق التابعة لمنطقة الباحة شامخة بإرثها التاريخي العريق ، وزاهية بحاضرها الرشيق ، فهي قلب المنطقة النابض بالماء والمليء بالغذاء ، ومحط رحال المسافرين للمنطقة عبر بوابتها الجوية ، بصفتها همزة وصل بين مدينة الباحة ومختلف محافظات سراة المنطقة عبر شبكة الطرق الحديثة فيها ،علاوة على ارتباطها بالمناطق المجاورة كالرياض وعسير ومكةالمكرمة. وفي رحلة استطلاعية لوكالة الأنباء السعودية في محافظة العقيق ، بدأت من أطراف المحافظة المحاذية لمدينة الباحة , برز جلياً حجم المشاريع التعلمية الكبرى التي نفذت بالمنطقة ، فهي تضم المقر الرئيس للكلية التقنية ، والمدينة الجامعية ، إلى جانب العديد من المنشآت التعليمية الأخرى. ومرورا بوسط مدينة العقيق عبر الطريق الجديد الذي يجري العمل على استكماله حاليا لربط المحافظة بمدينة الباحة ، استوقفنا ميدان السارية التي تحمل راية التوحيد / لا إله إلا الله محمد رسول الله / بارتفاع يصل إلى /40/ متراً , ويمثل هذا الميدان النواة الحقيقية للمحافظة حيث يربط مدينة العقيق بالمراكز التابعة للمحافظة كمركز جرب ، وكرا الحائط , وراخ , والخيالة " فضلاً عن ربطه بمحافظتي القرى والمندق ومدينة الباحة ومطار المنطقة وصولاً إلى محافظة بلجرشي وطريق الرياض الجديد الذي يختصر أكثر من / 300 / كيلو متر عن الطريق السابق المرتبط بمحافظة الطائف . وتعد محافظة العقيق المصدر الأساسي للمياه في الوقت الحاضر , فهي تضم العديد من الأودية كالعقيق واللحيان وجرب وكرا ووراخ وثراد الأمر الذي جعلها تحظى بمجموعة من السدود العملاقة ، من أبرزها سد وادي العقيق ووادي ثراد - أكبر سدود المنطقة - اللذان يعملان إلى جانب السدود الأخرى على احتجاز مياه الأمطار ، ثم ضخها عبر الشبكات الأرضية لمختلف أنحاء المنطقة . وثمة ما يميز العقيق ، فزيادة على أنها مصدر غني بالمياه ، فهي ثرية بالغذاء لكثافة مزارعها ، وتشتهر بتنوع منتجاتها الزراعية كالتمور التي تنتج كميات كبيرة ، فضلا عن منتجات الفواكه كالعنب والرمان والمشمش والحمضيات والقمح والشعير ، إلى جانب الخضراوات. وللعقيق الشرقيةوالجنوبية تاريخ عريق مع الماضي ، فهي تحمل الكثير من الآثار البارزة ، مثل طريق التجارة القديم أو طريق الحج اليمني الأعلى / النجدي / الذي شهد في العصور البائدة مرور الكثير من قوافل الحجاج والقوافل التجارية من وإلى مكةالمكرمة , وهو يمتد على الأطراف الشرقية من المحافظة ، ويسير بشكل متعرج يتراوح عرضه ما بين 2.5 إلى 5 أمتار مرصوف بالحجارة ووضع على ضفتيه جدارين صغيرين لحمايته , ويضم الطريق على أطرافه محطات صغيرة منها محطة القرحاء وحرة البقوم التي يقترب مسار الطريق منها إلى طرفها الجنوبي الغربي . وتكتنز المحافظة بالعديد من الكتابات والنقوش الإسلامية التي يؤرخ بعضها بالفترة ما بين القرن الأول وحتى القرن الثالث الهجري , وبعض المواقع الأثرية التي تؤرخ بالفترة الإسلامية مثل موقع بهر وموقع جنوب غربي العقيق وقرية المعملة وروضة بني سيد وغيرها . // يتبع //