قال معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي إن الهجرة النبوية الشريفة كانت أول خطوة عملية لبناء كيان هذا الدين وحضارته ، وكانت صحيفة المدينة التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم لسكان المدينةالمنورة بمثابة دستور للتعايش السلمي والتعاون بين البشر فيما يخدم مصالح الجميع مهما كان اختلاف انتماآتهم الدينية والثقافية , كما ضرب المسلمون على امتداد تاريخهم أمثلة عملية للتعايش مع الآخرين في كنف الإخاء والمودة والتسامح في المشرق والمغرب والأندلس ، و حيثما أشرقت شمس هذه الحضارة. وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في كلمة بمناسبة العام الهجري الجديد 1434 ه : " لم يكن تفضيل اليهود الهجرة مع المسلمين من الأندلس على البقاء فيها تحت سيطرة المسيحيين ومحاكم التفتيش إلاّ مثالاً ساطعاً لا يدع مجالاً للشك في تسامح المسلمين مع مخالفيهم من أصحاب الملل الأخرى, كما ظلت أرمينيا كياناً مسيحياً محاطاً بوجود إسلامي لم يُكْرههم أحد على التخلي عن ديانتهم عبر أربعة عشر قرناً , ونحن نؤمن بأنه عندما تُستلهَم هذه القيم والمعاني الإنسانية فستختفي كثير من أنشطة التحريض على الكراهية والممارسات العنصرية والتمييزية بين بني البشر بسبب الاختلاف الثقافي أو الديني أو العرقي". وأردف قائلاً :" إنه مع بدء هذا العام الهجري الجديد ، الذي سيشهد بإذن الله انعقاد الدورة الثانية عشرة للقمة الإسلامية في جمهورية مصر العربية ، نكون قد قطعنا أكثر من نصف الطريق نحو بلوغ الأهداف المحددة في برنامج العمل العشري الذي هو بمثابة خارطة طريق تنهجها منظمة التعاون الإسلامي لتمكين أمتنا من أسباب العزة والمنعة" ، مشيراً إلى أن التطورات التي تشهدها بعض مناطق العالم الإسلامي تعد أحداثاً مهمة ستكون لها انعكاسات تاريخية في حياة شعوب هذه المناطق,تؤكد الحاجة الماسة لتجسيد طموحات شعوب الأمة الإسلامية في سيادة القانون والحكم الرشيد والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وتوسيع نطاق المشاركة السياسية، وهي المبادئ التي نص عليها ميثاق المنظمة، وأكدها برنامج العمل العشري الذي اعتمدته قمة مكة الاستثنائية الثالثة عام ( 2005 م ) ، التي دعت الدول الأعضاء في المنظمة إلى التطوير والتكيف مع ظروف العالم في الألفية الجديدة. وأوضح البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي أن منظمة التعاون الإسلامي، تسعى بكل ما أوتيت من قوة للدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس ، التي يظهر للعالم أجمع أن السبب في تعثر حل الصراع حولها يرجع إلى تعنت إسرائيل ، وما تفرضه من سياسة تعسفية تقوم على مصادرة الأرض وتوسيع الاستيطان وتشريد السكان. وقال : " إن منظمة التعاون الإسلامي تعمل على الذود عن حمى الإسلام والمسلمين بالدفاع عن حقوق الأقليات المسلمة ، وذلك بالعمل الدبلوماسي الجاد والحوار الهادف ، إضافةً إلى مواجهة كل محاولات التشويه لقيمنا والإساءة إلى مقدساتنا وثوابتنا ، التي كان آخرها الفيلم المسيء للإسلام، وإننا بذلنا وسعنا لتجلية صورة ديننا الإسلامي الحنيف الحقيقية، بوصفه دين التسامح والمودة والإخاء, ولم نأل جهداً في مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا التي هي مصدر قلق كبير لنا لما تنطوي عليه من تمييز ضد المسلمين ومس بحقوقهم الأساسية". // انتهى //