قال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلى: إن إطلاق مشروع تحالف الحضارات جاء بهدف بناء الجسور بين مختلف الحضارات، وإن من أهم الركائز التي تقوم عليها فكرة تحالف الحضارات مفهوم الحوار بين الحضارات، والذي بادرت منظمة المؤتمر الإسلامي إلى إطلاقه في عام 1998. وأضاف اوغلي في الكلمة التي ألقاها أمام اجتماع مسؤولي نقاط الاتصال لتحالف الحضارات في الدول الأعضاء بالمنظمة الذي يحتضنه مقر الأمانة العامة للمنظمة : إن المنظمة قد دعمت بفاعلية تحالف الحضارات منذ إنشائه بعدما لاقت أهداف تحالف الحضارات قبولاً واسعاً في أوساط المجتمع الدولي. وأشار إحسان أوغلى إلى أن من المثبط للهمم ملاحظة أن الدول الغربية تكدّ وتسعى بجدية لاستثمار منتدى تحالف الحضارات بغية دعم أجنداتها الخاصة، في حين ينحسر دور مجموعة منظمة المؤتمر الإسلامي إلى حيز لا يعكس طموحاتها الحقيقة، وأوضح أنه قد نتج عن ذلك هيمنة مصالح وانشغالات الغرب على هذا التحالف، داعياً إلى اتخاذ الإجراءات الملائمة لقلب هذا التوجه. وحث الأمين العام على اعتماد التقرير الصادر عن الفريق الرفيع المستوى المعني بتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة الذي يحتوي على العديد من النقاط الإيجابية، حيث يلفت إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والقدس وبعض الأراضي العربية لا تزال جميعها قضايا شائكة تشكل أسباباً رئيسية لمشاعر الاستياء والغضب في العالم الإسلامي تجاه الدول الغربية، إضافة إلى ما تضمنه من الإشارة إلى المعايير المزدوجة في تطبيق القانون الدولي، واستخدام بعض المصطلحات من قبيل «الفاشية الإسلامية»، مما أسهم في تنامي مظاهر الإسلاموفوبيا. وأشار إلى أنه قد صدرت عن مبادرات الحوار العديد من التوصيات المشجعة والإيجابية، «لكننا لم نلمس بعد ما يُقنعنا بأن تدابير ملموسة تجري لكبح تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا». وأبدى اوغلي غضبه الشديد من نشر الكاريكاتير الأخير المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم وعائلته بدافع «حرية التعبير» كما يزعم ناشروه. وأوضح أوغلى أن منظمة المؤتمر الاسلامي دعت إلى تحقيق مصالحة تاريخية بين الإسلام والمسيحية انطلاقاً من إيمانها العميق والراسخ بدور هذه المصالحة في وضع حد للصراع والكراهية والتحريض التي تعمق الفجوة بين الغرب والعالم الإسلامي، مؤكداً أن منظمة المؤتمر الإسلامي تتطلع إلى بناء علاقة تعاون بنّاءة ومثمرة مع منتدى تحالف الحضارات خدمةً للإنسانية جمعاء وإسهاما في تعزيز الوئام والوفاق والتعايش السلمي بين جميع شعوب العالم.