إعداد : علي الشهري - تصوير : عبدالقادر الحسني الزائر لمحافظة ينبع الواقعة على ساحل البحر الأحمر يستوقفه خلال جولته في أطرافها المترامية سوقها الشعبي أو ما يسمى " البلد " قديما والدكاكين الصغيرة التي تختزل قصة الحركة الاقتصادية في منطقة البحر الأحمر قديما. كانت تلك الفتحات الصغيرة المتراصة مسرحا لحركة اقتصادية استمرت لعشرات السنين ، جعلت من ينبع مقصدا للكثير من التجار والمتسوقين من مختلف المناطق الأخرى في الجزيرة العربية وخارجها , يعرضون فيه حصاد زراعتهم وما أنتجته أيديهم وما حاكته نسائهم من ملبوسات يساعدهم في نقلها دوابهم التي كانت رفيقهم في السفر وأغلى ما يملكون في ذلك الزمان . وهو السوق المتفرد في ينبع الذي كانت تتباهى به قديما أمام الأسواق المنتشرة في مختلف بقاع العالم في تلك الحقبة. كان محاطا بسور طيني مرتفع يحتضن في داخله مجموعة من الدكاكين الصغيرة ، وله بوابة كبيرة يقف خلفها حارس مهمته فتح البوابة من بعد صلاة الفجر كل يوم لقوافل الجمالة الذين قطعوا المسافات لعرض بضائعهم حتى أذان المغرب ؛ لأنه بعد هذا الوقت يغلق السوق بابه إيذانا بإنتهاء نشاط السوق ومغادرة الباعة والمتسوقين له حتى نهار اليوم التالي . ورصدت " واس " أحوال السوق حاليا والتقت مع باعة منهم أبو جابر الذي خصص دكانه لبيع المواد الغذائية والاستهلاكية ، متذكرا ما كان عليه السوق من طفرة اقتصادية ، وتحوله اليوم إلى أربعة دكاكين فقط. وأرجع العم أبو جابر سبب هذا التراجع في حركة البيع والشراء داخل السوق التي بدأت منذ فترة ليست بالقريبة إلى التطور الذي شهدته المدن التي تحيط بينبع التي كان يعتمد التجار فيها على ميناء يبنع قديما في التصدير والاستيراد لبضائعهم وخاصة التي حضيت بإنشاء موانئ أسهمت في التخفيف عنهم من عناء السفر وأصبحت تجارتهم داخل مدنهم إضافة إلى الإنتشار الكبير والسريع للأسواق والمراكز التجارية الحديثة في أنحاء المحافظة والتي أسهمت على حد قوله في جعل الحركة في السوق شبه معدومة . // يتبع //