أكد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن نهج المسلم الحق دوماً شكر النعم وحمد المنعم خاصة عند تجدد النعم وتندد النقم ،مشيراً إلى ما حباه الله لهذه البلاد من مكانة لم تحظ بها بقعة من بقاع المعمورة , حيث كانت موطن الأنبياء ، ومهبط الوحي ، وبلد الحرمين الشريفين ، جعلها الله مثابة للناس وأمنا، منها أشرق نور التوحيد وعم الأرجاء ، وأضاء سناه جميع البقاع والأنحاء ، فوضعت هذه الدعوة المباركة بلادنا الشماء في الذؤابة السامقة , فقصدها الناس من كل حدب وصوب. وقال معاليه في كلمة بمناسبة اليوم الوطني : أظل بلادنا زمان حالك بالغوائل والمدلهمات ، فتناوشتها نِصال أعداء أَلدَّاء, ورمقتها مُقَل ٌحاسدة أضْمَرت الكيد والضراء, هذا مع ما عانته من شتات ذاتي , ونفار وتناحر داخلي , حتى أصبحت أمة مفككة , شتتها القتال والصراع, ومزقتها الفرقة في شتى البقاع, وزاد بين أبنائها الشقاق والخلاف ، والنزاع والاختلاف . وأضاف : إن الله تعالى من على هذه البلاد بالاجتماع بعد الفرقة , والتوحيد بعد الشقاق على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - فنعمت البلاد والعباد بالخير والبركة والرخاء. وبين الدكتور السديس أن الملك المؤسس عمل على توحيد الكلمة ورأب الصدع بين مختلف الأفراد والجماعات والقبائل, وقد أبان - رحمه الله - عن منهجه في الوحدة والاعتصام بقوله : " أنا مسلم وأحب جمع الكلمة وتوحيد الصف , وليس هناك ما هو أحب إليَّ من تحقيق الوحدة" ثم أردف أقواله بالأفعال ونِعِمَّا هي. وأكد أن ما ننعم به اليوم من أمن وريف , ومجد مؤثل منيف , لهو من فضل الله تعالى أولاً ثم بفضل ما مَن َّالله تعالى به على هذه البلاد من ولاة الأمر الذين ينهجون النهج الإسلامي القويم , من التآلف والوئام , والتعاضد والاعتصام , انطلاقاً من قوله تعالى :( وَاعْتصِمُوا بِحَبْلِ الله جَميِعاً وَلا تَفَرَّقُوا) فساروا جميعاً على الدرب القويم لا يبغون عنه حِوَلاً, وهو درس للأجيال والناشئة أن يسيروا على نهج أسلافهم في التوحيد والوحدة مع استثمار وسائل العصر وتقاناته في تعزيزها في بعد عن المسالك واللوثات المخالفة لمنهجهم العقدي وانتمائهم الفكري وولائهم الوطني. وزاد معاليه يقول : لقد أثمرت ملحمة التوحيد والوحدة أُكُلَها, فتعاضد أبناء الوطن مع بعضهم وتكاتفوا مع ولاة أمرهم , وصاروا كالبنيان يشد بعضه بعضاً , وإن ما نعيشه الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله - من تقدم وازدهار , وأمن واستقرار , لهو أثر عظيم من آثار السمع والطاعة , والتمسك بالوحدة والجماعة, حيث تأتلف الدروب , وتتوادد القلوب , وتُدْحر الأراجيف والشائعات , والأباطيل السافرات , ونحن في طريق المجد نبني شامخ الحضارات , تحت قيادة حكيمة رشيدة , تُصْلح الدنيا بالدين , معتصمة بحبل الله المتين. وسأل الدكتور السديس الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - خير الجزاء كِفَاء ما قدم للإسلام والمسلمين وأن يشد أزره بسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإخوانه وأعوانه الميامين وأن يحفظ بلادنا بلاد الحرمين الشريفين- دُرة الأمصار وشامة الأقطار- من كل سوء ومكروه , وأن يزيدها أمناً وإيمانا، وسلاماً واستقرارا ، وأن يجعل أهلها إخوة مؤتلفين ، معتصمين غير مختلفين . // انتهى //