أما في 8 ربيع الأول 1358ه الموافق 28 إبريل 1939م فقد بدأ الملك عبدالعزيز زيارته الرسمية الأولى للشركة ومنشآتها عن طريق البر حيث وصل إلى المنطقة في أول شهر مايو وذلك في موكب كبير، تفقد خلالها مباني الشركة في الظهران ورأس تنورة، وافتتح مجرى انتقال الزيت إلى أول باخرة شحنت الزيت السعودي إلى الخارج، كما زار - رحمه الله - القطيفوالدمام والخبر وأبو حدرية وجبل القرين . وأسهمت زيارة الملك عبد العزيز للشركة في دعم أعمالها خصوصاً في المرحلة التي تلت اكتشاف الزيت بكميات تجارية في المنطقة الشرقية , لتواصل الشركة تقدمها في أعمال التنقيب عن الزيت على الرغم من ظروف الحرب العالمية الثانية وما أدت إليه من تعطيل للعمل في المنطقة، إلى أن حل عام 1366ه الموافق 1947م حيث قام الملك عبد العزيز بزيارة لشركة الزيت العربية الأمريكية، واطلع على أوضاعها وذلك بعد مرور حوالي ثماني سنوات على زيارته السابقة لها . واختلفت هذه الزيارة عن الأولى نتيجة لتطور أعمال شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو) وتحقيقها نتائج كبيرة في مجال التنقيب عن الزيت، وتصديره تجارياً من جهة، وتطور البلاد بفضل الله تعالى ثم بفضل جهود الملك عبدالعزيز البارزة في بنائها وتطويرها حضارياً , من جهة أخرى ، وتميزت هذه الزيارة عن الزيارة الأولى أيضا بما حظيت به من توثيق تفصيلي لأحداثها ونتائجها من خلال التقرير الذي أعد خصيصاً لتلك المناسبة. وأعدت لجنة المؤرخين المكلفة بمهمة توثيق الزيارة تقريرا حول الزيارة، تضمنً معلومات كثيرة ليس عن زيارة الملك عبد العزيز إلى المنطقة الشرقية فحسب بل عن شخصيته - رحمه الله - ومواقفه الإنسانية وحكمته وحنكته السياسية. ومن أبرز ما ورد في التقرير أن شركة الزيت العربية الأمريكية اهتمت بزيارة الملك عبدالعزيز، كثيراً انطلاقاً من مكانة جلالته، حيث قامت الشركة بالتحضير لهذه الزيارة مدة طويلة تجاوزت العام، وكونت لهذه الزيارة عدة لجان تولت الإشراف على الإعداد والترتيب للزيارة . // يتبع // 11:31 ت م NNNN