نظم النادي الأدبي بالرياض أمس لقاءً مفتوحاً حول العامية والفصحى استضاف خلاله كلاً من الدكتور مرزوق بن تنباك والدكتور عوض القوزي. وبدأ اللقاء بحديث للدكتور مرزوق بن تنباك قال فيه // كانت هناك موجة قبل 30 عاماً في الأدب والرأي العام والنشر تدعو إلى العامية , وكان هناك جدلا لا ينتهي يدور على مستويات وذلك لاهتمام الناس بالعامية لأنها مصدر تاريخي وثقافي وهوية لكل أمة، ولهذا كان بعض أساتذة الجامعات والمثقفين يدعون للعامية// . وأكد ابن تنباك أن انتقال أصحاب اللهجات المختلفة إلى العاصمة أدى للاندماج بين نص العامية والفصحى التي يحاول سكان العاصمة التواصل من خلالها، لأن أغلب أصحاب اللهجات المحلية تعايشوا بالعاصمة وتركوا لهجاتهم ، وأصبح للرياض لهجة اتفق عليها الكثيرون وكذلك لهجة جدة والدمام وغيرها من المدن الكبرى , وهؤلاء اتفقوا على لهجة واحدة ومفاهيم ودلالات لغوية واحدة لكنها عامية وتختلف عن اللهجات التي تستخدم على المستويين الإقليمي أو القبلي، مبيناً أن هناك تعميم نوع من العامية على المناطق وذوبان اللهجات في مناطق أخرى ، والعامية بدأت تأخذ منحى متقدم لكنه لا يشكل خطورة على الفصحى وأصبحت واقع مقبول . من جهته تساءل الدكتور عوض القوزي قائلاً // هل عرف العرب قبل الإسلام لغة فصحى , أم أنهم كانوا يتكلمون العامية , وأي فصحى اجتمعوا عليها وأي عامية , والذي أثر أن قريشاً كانت تأخذ من لهجات القبائل وانتقت لغة لها فأصبحت أشرف اللغات ، لكن هل اجتمعت العرب على لغة قريش ، ونحن لا نميز بين هذه اللهجات إلا بالإعراب الذي تمتاز به الفصحى ، والنحاة يتخلصون من تعقيدات النحو ويميلون إلى اللحن الذي هو من طبائع العامية //. وأكد القوزي أن التقعر ليس مطلوباً والتخلي عن الأعراب في أماكن الإعراب أمر مرفوض ، والأفضل أن يتكلم المرء على طبيعته ، وإن كان قادراً على ذلك , وقال //لغتنا جميلة وسهلة وتستوعب الكثير من الألفاظ فلا غضاضة أن نتخلى عن الأعراب إلا في قراءة القرآن والشعر والخطابة // . وأضاف يقول //إن الأعاجم تعلموا صنفاً واحداً من اللغة ، وإذا أردنا أن نبحث عن الفصحى فسنجدها في بلاد ما وراء النهرين ، فهؤلاء يتحدثون بالفصحى حتى يتعلموا القرآن الكريم ، وقد جاءتنا وفود من العالم الإسلامي يجيدون الفصحى وتفاجئوا أن طلابنا لا يتكلمون الفصحى // . وفي ختام حديثه طالب القوزي الإعلام بأن يرتقي باللغة العربية ، معبراً عن تفاؤله في أن يقوم الإعلام بخدمة اللغة الفصحى وخاصة الإعلام المسموع . // انتهى //