شهد السابع عشر من شهر رمضان من العام الثاني للهجرة غزوة بدر الكبرى , إحدى الغزوات التي انتصر فيها الحق على الباطل بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم . وما يزال موقع الغزوة وبخاصة شهداء بدر والمكان الذي دفن فيه أولئك الشهداء الأطهار ملتقى للزوار من مختلف أنحاء المعمورة الذين يستحضرون تلك الذكرى حين انتصرت جيوش الحق والإيمان على فلول الباطل والبهتان . ويذكر التاريخ أنه حين خرج المشركون لمقابلة المسلمين في بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها جاءت تحادك وتكذب رسولك اللهم فنصرك الذي وعدتني " , وقام عليه السلام ورفع يديه واستنصر ربه وبالغ في التضرع ورفع يديه حتى سقط رداؤه وقال " اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن تهلك هذه العصابة لن تعبد في الأرض بعد " , فالتزمه أبو بكر الصديق من ورائه وقال حسبك مناشدتك ربك يا رسول اللَّه , أبشر فو الذي نفسي بيده لينجزن اللَّه لك ما وعدك . وكان جيش المسلمين لا يزيد عن ( 314 ) من الرجال الأفذاذ فيما وصل جيش المشركين إلى ( 1000 ) رجل , حيث نصرهم الله تعالى نصراً عظيماً وألحق بجيش المشركين هزيمة نكراء كانت فاتحة مباركة لانتصارات متتالية على بقايا الشرك والفساد . وقتل (70 ) رجلاً من المشركين من بينهم صناديد قريش, وأسر (70 ) آخرين , فيما استشهد ( 14 ) رجلا من المسلمين دفن ( 13 ) منهم في بدر وواحد دفن في الحمراء التي تقع على بعد 30 كم شمال بدر باتجاه المدينةالمنورة وهو أبو عبيدة بن الحارث ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم . وتقع محافظة بدر التابعة إدارياً لإمارة منطقة المدينةالمنورة في الجزء الغربي من المملكة وتحديداً جنوبي غربي منطقة المدينةالمنورة , ويبرز المكان مشابهاً في ملامحه القمر عند اكتماله , واحتضن ترابه شموخ "غزوة بدر الكبرى" التي سطّر فيها المسلمون أروع انتصاراتهم وتحول فيها الإسلام من الهوان إلى القوة . وقد منح التاريخ الإسلامي محافظة بدر مكانة عظيمة حيث ذكر اسمها في القرآن الكريم ونزلت الملائكة على جبالها التي تحيط بها من كل اتجاه , وفي جنباتها عاش الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وثلة من صحابته رضوان الله عليهم جميعاً. واختلف الرواة في اسم محافظة بدر فمنهم من نسبها إلى اسم بدر بن يخلد بن النضر وهو من كنانة وقيل من بني ضمرة , حيث سكن الرجل هذا المكان فنسب إليه وسمي به وبعد ذلك غلب الاسم على المكان , وقيل أن الاسم جاء انتساباً إلى بدر بن قريش الذي حفر بئراً في هذا المكان فسميت البئر باسمه ثم غلب الاسم على المكان وعُرفت بماء بدر . // يتبع //