بلغ عدد زوار معرض الحرمين الشريفين التابع للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الكائن بأم الجود في مكةالمكرمة منذ إنشائه حتى الآن أكثر من مليون زائر . ويبرز المعرض جهود المملكة والمسلمين عبر التاريخ الإسلامي وعلى مر العصور في العناية والاهتمام بالحرمين الشريفين , والانجازات العمرانية والخدمية التي يحظى بهما الحرمين الشريفين من ولاة الأمر منذ تأسيس المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - حتى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي تشهد فيه الحرمين الشريفين أكبر توسعة في تاريخهما . ويأتي إنشاء هذا المعرض في إطار حرص القيادة الرشيدة على المحافظة على مقتنيات الحرمين الشريفين وما شهداه من تطور معماري وتوسعات عبر التاريخ من خلال جمع القطع الثمينة والنقوش التاريخية والصور الفوتوغرافية والمجسمات التي تحكي ما شهده الحرمين الشريفين من تطور وعرض ذلك لعموم الناس بطريقة فنية للمساهمة في تثقيف الجيل المسلم بتراث وجهود المسلمين عبر التاريخ الإسلامي بالحرمين الشريفين . ويعد المعرض أحد المعالم الفريدة التي يقصدها الزائرون لمكةالمكرمة , ويستمد ثراءه من مقتنياته المشبعة بعبق الحضارة الإسلامية الذي يتنفسه الزائر منذ أن تطأ قدماه الساحة الخارجية للمعرض ويتصاعد شعوره بالمتعة والإثارة كلما شاهد نقشا أو تأمل قطعة أثرية يفوح منها عبق الإسلام بسموه ونبله وكماله . ويتكون المعرض من سبع قاعات تشمل قاعة الاستقبال وتضم مجسم للمسجد الحرام وصورة قديمة وحديثة للحرمين الشريفين يتعرف من خلالها الزائر على حجم التوسعات التي تمت في الحرمين الشريفين . كما يضم المعرض أيضا قاعة المسجد الحرام التي يتوسطها سلم الكعبة المشرفة الذي يعود تاريخه لعام 1240هجرية ويعد من أهم التحف المعروضة في المعرض لثرائه الزخرفي وكبر حجمه وتصميمه الفريد , كما تشتمل القاعة على الكثير من النقوش الكتابية والتحف الفنية التي تمثل عصورا إسلامية مختلفة , وتشتمل القاعة أيضا على المقصورة التي كانت تغطي مقام إبراهيم عليه السلام قبل تبديلها في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وهلال من أهلة مآذن الحرم المكي من النحاس المطلي يعود تاريخه لعام 1299 , ولوح من الرخام منقوش عليه اسم السلطان المملوكي فرج بن برقوق يرجع تاريخه إلى 804 هجرية , وزخرفة على الرخام ملونة ومذهبة مؤرخة عام 1258ه , وأربعة نصوص تأسيسية على عمودين من الحجر تؤرخ لتجديد عمارة المقام في عهد كل من السلطان المملوكي الاشرف أبو النصر أينال عام 858 هجرية والسلطان قانصوه الغوري عام 915 هجرية , كما تضم القاعة أيضا واجهة عقد من الرخام يعود تاريخها لعام 984 هجرية لأحد الأبواب في المسجد الحرام وغير ذلك من المقتنيات الخاصة بالمسجد الحرام . // يتبع //