استقطب معرض عمارة الحرمين الشريفين، أكثر من 1.6 مليون زائر، على مدى 13 عاما، منذ افتتاحه في عام 1420 ه. ونجح المعرض في مخاطبة الذاكرة القريبة والبعيدة لتاريخ الحرمين الشريفين بما يمثلانه من مكانة فريدة على مستوى العالم مما أضاف له قيمة وأهمية عالية، الأمر الذي حوله إلى أحد المعالم الرئيسية التي يقصدها الزائرون لمكةالمكرمة الذين يتم استقبالهم خلال شهر رمضان المبارك على فترتين صباحية من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الثالثة والنصف عصرا، ومسائية من الساعة الثامنة والنصف مساء إلى الساعة الثالثة فجرا بما في ذلك الإجازات الأسبوعية. وكانت فكرة إنشائه من خلال التوسعات الكبيرة والمتتالية التي شهدها الحرمان الشريفان عبر العصور المختلفة وعلى وجه التحديد التوسعات غير المسبوقة التي تمت خلال العصر السعودي الزاهر، حيث امتلكت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعض المقتنيات وبعض العناصر المعمارية والنقوش الكتابية التي تجمعت لديها والتي تمثل الفترة من بداية العصر الأموي إلى العصر السعودي الزاهر فرأت أنه من المناسب أن تعرض لعموم المسلمين من خلال إنشاء معرض خاص بها لتوثيق الجهود التي بذلت في عمارة الحرمين الشريفين ولتكون مصدرا ثقافيا للأجيال المسلمة وتعريفها بتاريخها الإسلامي العظيم وأطلقت عليه اسم «معرض عمارة الحرمين الشريفين» ويقع في حي أم الجود بمكةالمكرمة على طريق مكةالمكرمةجدة القديم ويقع على مساحة 1200م2 بجوار مصنع كسوة الكعبة المشرفة، حيث افتتح في 25/10/1420ه. وروعي في إنشاء المعرض تناسق التصاميم الهندسية مع الطراز المعماري المميز لعمارة المسجد الحرام في انسيابية الحركة للزائرين، والتسلسل المنطقي للعرض بما يعطي صورة شاملة للزائر عن الحرمين الشريفين وإلمامه بكافة المقتنيات والمعروضات، وأن يتم تنقله بين جنبات المعرض بكل سهولة ويسر. ويضم المعرض العديد من المعروضات من مصاحف ومخطوطات ثمينة وقطع أثرية ونقوش كتابية وصور نادرة ومجسمات معمارية تمثل العصور الإسلامية المختلفة. وأوضح مدير معرض عمارة الحرمين الشريفين محسن بن عبدالمحسن السلمي أن المعرض يضم عددا من القاعات وهي قاعة الاستقبال وبها مجسم للمسجد الحرام وصور قديمة وحديثة للحرمين الشريفين، قاعة المسجد الحرام ويتوسط هذه القاعة سلم الكعبة المشرفة والذي يعد من أهم التحف المعروضة ويعود تاريخه إلى 1240ه، قاعة الكعبة المشرفة وتختص هذه القاعة بعرض متعلقات الكعبة المشرفة ويشمل ذلك نماذج من الكسوة عبر التاريخ، إضافة إلى مقتنيات الكعبة المشرفة ومنها باب الكعبة وأحد أهم أعمدة الكعبة والذي يعتبر من أهم القطع الأثرية الموجودة في المعرض حيث يعود تاريخه لعام 65ه، قاعة الصور الفوتوغرافية وتضم هذه القاعة مجموعة الصور النادرة التي تفضل بإهدائها للمعرض ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وهي صور نادرة لمكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة تم التقاطها بين عامي 1297ه و1298ه بواسطة المصور المصري صادق بيك. وهناك قاعة المخطوطات حيث تتوسط هذه القاعة خزانة تحتوي على نسخة مصورة من المصحف العثماني الذي كتب في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومجموعة نادرة من المصاحف والمخطوطات، وفي قاعة المسجد النبوي العديد من القطع التابعة للمسجد النبوي الشريف ومن أبرزها باب المنبر العثماني الذي يعود تاريخه لعام 998ه ويتوسط القاعة مجسم للمسجد النبوي الشريف، وقاعة زمزم وفي هذه القاعة أجزاء من فوهة بئر زمزم القديمة ومجسم لقطاع طولي لبئر زمزم يوضح تفاصيل بئر زمزم وبهذه القاعة مزولة شمسية لتحديد أوقات الصلاة يعود تاريخها لعام 1023ه إضافة إلى أول ساعة تم تركيبها في المسجد الحرام عام 1352 ه في عهد الملك عبدالعزيز، رحمه الله.