تصاعدت النداءات الأوروبية المطالبة بإحداث مزيد من الاندماج الاقتصادي والنقدي والمالي كجزء من بلورة مخرج شامل للأزمة التي تعصف بمنطقة اليورو منذ أكثر من ثلاثة سنوات وباتت تطال الحسابات العامة للدول والقطاع المصرفي والاقتصاد الفعلي لدول هذه المنطقة. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في مداخلة له اليوم أمام الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي إن أوروبا بحاجة ماسة إلى مزيد من الاندماج الفعلي في هذا الوقت العصيب. كما وجه باروزو في مداخلته انتقادات مباشرة لبعض العواصم الأوروبية التي قال إنها لا تقدر عمق الأزمة الحالية. وأوضح باروزو أمام النواب الأوروبيين أن الاتحاد الأوروبي يمرُ كتكتل بفترة حرجة وأنه بات من الواجب على المسئولين الأوروبيين تحديد الوجهة الفعلية والصائبة للبناء الاتحادي. وأشار رئيس المفوضية الأوروبية إلى أزمة اليونان باعتبارها الأمر الطارئ الذي يواجه الفعاليات الأوروبية وقبل أيام معدودة من عودة الناخبين اليونانيين إلى صناديق الاقتراع في انتخابات تعُد حاسمة بالنسبة لمستقبل منطقة اليورو. وطالب باروزو بضرورة إبقاء اليونان ضمن منطقة الوحدة النقدية الأوروبية شريطة أن تحترم أثينا مجمل التزاماتها. ووجه المسؤول الأوروبي دعوة ملحة لإقامة أدوات تحمي منطقة اليورو مثل إصلاح القطاع المصرفي وإرساء اتحاد مالي ودعا النواب الأوروبيين إلى المصادقة على الحزمة التشريعية التي تتضمن هذين الجانبين المحددين. وتهدف التشريعات الأوروبية الجديدة إضافة إلى تعزيز صلاحيات المفوضية الأوروبية في بروكسل لمراقبة حسابات الدول الأعضاء وموازناتها في المستقبل. وتعًهد رئيس المفوضية الأوروبية بتقديم مقترحات في المستقبل تتضمن إنعاش وحفز النمو الاقتصادي لفتح المجال أمام إصدار سندات مشتركة باسم منطقة اليورو. ويبحث زعماء الاتحاد الأوروبي خلال قمة مقررة يوم 28 يونيو الجاري في بروكسل سبل حفز النمو كأحد جوانب إدارة الأزمة الأوروبية الحالية. ويستعد رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومباي ورئيس منطقة اليورو جان كلود جونكر لتقديم خطة مشتركة مع رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه باروزو ومحافظ المصرف المركزي الأوروبي ماريو دراغي لعرضها أمام القمة وتتضمن توصيات عملية لإقامة اتحاد مصرفي وتنسيق مالي أفضل. ووسط مجمل هذه التحركات رفضت الأوساط الأوروبية في بروكسل اليوم التعليق على تصريحات وزير الخزانة البريطاني جورج اوسبورن التي أعرب فيها عن اعتقاده بأن منطقة اليورو قد تستفيد بالفعل من خروج محتمل لليونان وتتمكن بذلك من إنقاذ العملة الأوروبية. // انتهى //