أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن فهي الهداية والنور والسياج المنيع من الانحرافات والشرور . وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام//في الليلة الظلماء يفتقد البدر وفي يوم الحر الشديد يستجلب الظل وفي خضم الفتن والخلافات التي تموج كموج البحر وإعجاب كل ذي رأي برأيه وهيجان الإسقاط الفكري والعلمي والثقافي والإعلامي يبحث العاقل فيها عن قبس نور يضيء له ويمشي به في الناس أو عن طوق نجاة يتقي به أمواج البحر اللجي الذي يغشاه موج من فوقه موج من المدهمات والزوابع التي تجعل الحليم حيران وإننا في هذه الآونة نعيش زمناً تكاثرت فيه الوسائل المعلوماتية وبلغت حداً من السرعة جعلت المرء يصبح على أحدث مما أمسى به ثم هو يمسي كذلك . وأضاف إنها ثورة معلومات وبركان من الثقافات والمقالات والمطارحات التي اختلط فيها الزين بالشين والحق بالباطل والقناعة بالإسقاط القسري حتى أصبح الباحث عن الحق في بعض الأحيان كمن يبحث عن إبرة في كومة قش وهنا تكمن صعوبة المهمة وتخطر التبعة وربما لم يعد أسلوب الأمس يلاقي رواجا كما كان من قبل وذلك لطغيان المشاحة وضعف الوازع ما يجعل اسلون المحاورة والمجادلة بالتي هي أحسن سبيل أقوم في هذا الزمن وبخاصة في مجال التربية والإعداد والنصح والتوجيه والنقد والخصومة . وأوضح أن لكل زمن وسيلته التي توصله إلى الغاية الأمس واليوم ولا يعني هذا أن ما مضى كان خللا كما أنه لا يلزم أن الحاضر هو الأمثل وإنما لكل مقام مقال ولكل حادث حديث ولقد أحسن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين قال// إذا عرف الحق سلك اقرب الطرق في الوصول إليه// ربما كان الإسقاط والإلزام دون محاورة أو تعليل أسلوبا سائدا في زمن مضى قد فرض تواجده في الأسرة والمدرسة ومنابر العلم والفكر والإعلام وربما كان مقبولا إلى حد ما لملائمة تلك الطبيعة والمرحلة للمستوى الخلقي والمعيشي والتربوي والعلمي وما ذاك الا لسريان مبدأ الثقة والاطمئنان بين المجموع وهي في حينها أدت دورا مشكور وسعيا مذكور كان مفهوم التلقين فيها أمرا إذا كان الملقن هو الأعلى وربما صار ندبة وطلبا إذا كان الملقن هو الأدنى وقد يكون في حكم الالتماس إذا كان الطرفان متساويين . بيد أن المشارب في زمننا قد تعددت والطرق الموصلة قد تفرعت ما بين موصل للغاية أو هاو بسالكها إلى مكان سحيق أو سالك عوراً على شفى جرف هار قد بين ذلكم بأوضح عبارة واجمع كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث رواه عنه ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال// خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا فقال. هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمين الخط ويساره وقال هذه سبل على كل سبيل منه شيطان يدعو إليه ثم تلى // وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله يعني الخطوط التي عن يمينه ويساره // // يتبع //