ما زالت قرى ذرا النبع التابعة لمحايل عسير بمنطقة عسير، تحلم منذ أكثر من 30 عاما بأن تستفيد من كثير من الخدمات الضرورية، كالكهرباء والمياه والطرق المسفلتة، فالسكان البالغ عددهم 15 ألف نسمة، ما زالوا يعتمدون على المولدات الصغيرة ومياه الآبار، أما الطرق فقد تسببت في كثير من المشكلات. وقال علي الهلالي: إن الأهالي باتوا يشترون الأطعمة المثلجة بسبب تعطل مولدات الكهرباء، ما يتسبب في فساد الأطعمة المخزنة بداخل الثلاجات. وأضاف أن الكهرباء ليست هي المشكلة الوحيدة التي تؤرق سكان القرية، بل هناك مشكلة أخرى تتمثل في عدم وجود شبكة مياه أيضا، ما جعلهم يعتمدون على مياه الآبار، إلا أن تلك الآبار مكشوفة وتعد ملاذا للكثير من الحشرات والميكروبات بأنواعها، ما أدى إلى انتشار التهاب الكبد الوبائي والبلهارسيا وبعض الأمراض الأخرى. وذكر أن تلك الآبار وعلى علاتها لا تصمد طويلا في فصل الصيف، إذ سرعان ما تجف مياهها لأنها ليست عميقة ما يجعل السكان يضطرون إلى قطع طرق وعرة للحصول عليها من مصادر أخرى. ولفت إلى أن الطرق أيضا من المشكلات المؤرقة، خاصة بالنسبة إلى الحوامل اللاتي يضطررن إلى مراجعة المستشفيات البعيدة نظرا إلى عدم توافر قسم للولادة بالمركز الصحي، مشيرا إلى أن بعضهن يضعن مواليدهن في منتصف الطريق بسبب وعورة تلك الطرق، خاصة أن أقرب مستشفى يبعد عنهم بنحو 50 كيلومترا.