وقفت عند محطة بنزين.. وكنت أنظر إلى عداد المحطة حق البنزين أسوي نفسي قدام العامل أعرف سعر لتر البنزين عشان ما يغشني.. وأنا لو حط سعر اللتر بثلاثة يورو ما دريت.. لأنه دايم تطلع المقاضي اللي أجيبها منتهية الصلاحية وإن طلعت زينة اكتشف أن راعي السوبر ماركت بايعني بعشرة أضعاف السعر.. ومن وانا صغير أحاول أحفظ أسعار المقاضي.. ما قدرت.. لفت نظري وانا عند المحطة كومة حصى.. وبديت أركز.. واكتشفت أن كثير من المحطات يجمعون حصى بجنب كل جهاز بنزين.. وبعد ما تميلحت ونشدت عرفت أن هالحصى محطوط عشان إذا المواطن هرب ولا حاسب يقوم العامل بسرعة يضربه بحصاة ويكسر قزازه ويصير السن بالسن والبادي أظلم، ويمكن تساعدهم الدوريات وتلاقي صاحب السياره قبل ما يصلح قزازه المكسور.. اقتربت من واحد من العمال بواحدة من محطات البنزين وحاولت استفسر منه عن موضوع الحصى.. وخاف.. ظن أني شرطي تخصص «حصى». وبعد ما ارتاح لي وتطمن.. لأنه قال في نفسه.. يا خبلي خبلاه.. ذي الواجهة ما ينخاف منها.. قال: «والله صديق.. أنا ما يقدر يكسر قزاز أي نفر.. عشان نفر.. بعدين ييجي يضرب أنا».. يعني بس مسوينها عشان يرضون اصحاب المحطات اللي بعضهم ما همه انحاش المواطن والا ما انحاش.. همه يلطش كم لتر من وايتات بنزين رايحات يم ناس غيره بالاتفاق مع سواق الوايت وتطلع عليه البيعة بتراب الفلوس..