انشاء هيئة عليا لتنظيم أندية الفروسية هو احد اهم القرارات في تاريخ الفروسية السعودية، ولكن ومع الأسف أن هذا القرار لم ير النور، والآن ومع كل التطورات الهائلة التي تشهدها الفروسية العالمية في مجالاتها المختلفة أصبح هناك حاجة ملحة لاعادة تشكيل هذه الهيئة.. تحظى الخيل والفروسية بمكانة خاصة لدى الشعب السعودي ككل، ولدى الأسرة السعودية الحاكمة بشكل خاص، حيث وجدت اهتماما كبيرا ورعاية خاصة، حيث أُنشئت لها الأندية والهيئات والجهات التي تعنى بتطويرها ورعاية هذه الرياضة العريقة، ففي عام 1416 ه صدر الأمر الملكي رقم «أ/13» وتاريخ 3/3/1414ه بالموافقة على «إنشاء الهيئة العليا لأندية الفروسية»، ولا شك أن هذا القرار حكيم، ويصب أولا في مصلحة المواطن، ويسهم في تطوير رياضة الفروسية، وإحياء هذا التراث الأصيل، والاهتمام به كرياضة عربية أصيلة أصبحت محل اهتمام الجميع، ولكن يبدو أن هذا المشروع الضخم والهائل، الذي يحمل رؤية بعيدة للقيادة الكريمة، ويحمل تطلعات عشاق ومحبي رياضة الفروسية، لم يجد طريقه الصحيح للخروج بنفس الحجم والأهمية، وعلى الرغم من مرور ما يقارب 15 عاما على هذا الأمر الكريم إلا أنه لم ير النور. استفسارات كثيرة من ملاك الخيل ومحبي الفروسية حول الهيئة وتفاصيل عملها وماذا حل بها؟ بكل أسف إن هذه الهيئة على أهميتها لم تر النور إطلاقا، حيث كانت حبيسة الأدراج ما يقارب العقدين من الزمن، ظروف مختلفة كانت سببا في عدم ظهورها، كما ذكر بعض المسؤولين، ولكن مثل هذه الأوامر الملكية والتوجيهات الصريحة التي تهتم بالمواطن وبالتاريخ العريق لهذه البلاد يجب أن تذلل كل الموانع والعقبات التي تقف في طريق تطبيقها من قبل المسؤولين المعنيين، كما هو توجيه القادة حفظهم الله بتسهيل كل ما يخص المواطن. صدر الأمر السامي بالموافقة على إنشاء الهيئة العليا لأندية الفروسية، في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز «رحمه الله» بناء على ما رفعه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الحرس الوطني ورئيس نادي الفروسية ولي العهد في ذلك الوقت. حيث نصت المادة الأولى على أنه «تنشأ هيئة عليا لأندية الفروسية مقرها مدينة الرياض، تتولى وضع السياسة العامة لأندية الفروسية، والعمل على تطويرها، وتهيئة أنسب الظروف والسبل لإحياء التراث العربي والإسلامي للفروسية، وتنمية الجياد العربية، وتنشيط ودعم حركة رياضة الفروسية بمختلف ألوانها بين صفوف الشباب، كما تتخذ كافة الوسائل المشروعة لتحقيق هذه الأهداف» ولا شك أن خادم الحرمين الشريفين الذي يعتبر من أهم المؤسسين لرياضة الفروسية السعودية، يحمل رؤية واسعة وبعيدة من خلال هذه الهيئة، حيث إن وجودها يسهم في ترابط الجهات المعنية بالخيل بشكل كبير، ويحل العديد من الإشكالات الموجودة، والتي من أهمها عملية الفصل غير المبرر بين الخيل العربية والخيل الإنجليزية، على اعتبار أن رياضة الفروسية رياضة عربية عريقة، لها مكانتها الخاصة في التاريخ السعودي باعتبارها إرثا تاريخيا مهما. كما أن الهيئة وما تشمله من أهداف كبيرة ونبيلة أخذت في الاعتبار وجود تنمية الجياد العربية ضمن أهدافها الرئيسية، وهذا له مدلولات بأهمية الخيل العربية في التاريخ السعودي، كون هذه البلاد وُحِّدت على صهوات الجياد العربية على يد المؤسس «رحمه الله»، بالإضافة إلى إحياء التراث السعودي وتطويره من خلال إحياء التراث العربي والإسلامي المعني بالخيل، ودعم حركة رياضة الفروسية بمختلف ألوانها بين صفوف الشباب، لما لذلك من أثر بالغ في إعادة الشباب للتمسك بهذه الرياضة العريقة وتطويرها من خلال دعم وتشجيع ألعاب الفروسية المختلفة، التي تكاد تكون اندثرت، مثل ألعاب العروض الفروسية الشعبية المستمدة من التاريخ السعودي. هذه الهيئة كانت وما زالت مطلبا هاما لجميع الملاك بمختلف توجهاتهم، فقد ذكر مالك الخيل عبدالرحمن البراهيم «أبو ريعان» من المنطقة الشرقية أن هذه الهيئة كانت فكرة من أفكار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، ونتمنى أن يعاد تشكيلها وأن ترى النور قريبا فهي حق من حقوقنا كملاك. سالم بن محفوظ «مالك مربط كندة» من المنطقة الغربية ذكر أن هذه الهيئة سوف تسهم في تطور ورقي الفروسية المحلية، وإعادة تنظيمها، بالإضافة إلى أنها سوف تحل العديد من الإشكالات الحالية، وكلنا أمل في الفارس الأول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في تفعيل هذه الهيئة وإعادة تشكيلها. ليس بمستغرب من قائد يعرف بحبه للخيل والفروسية، بل للرياضة وللرياضيين كافة وقربه منهم، ومن ملك رياضي من الدرجة الأولى، يسكن قلبه الشعب، أن يحدث نقلة كبيرة في عالم الخيل والفروسية المحلية بإعادة تشكيل هذه الهيئة، وينظر لمطالب ملاك الخيل في المملكة بعين الأب والقائد، كما هو معروف عنه