تعيش 60 أسرة قلقا شديدا خشية أن يجدوا أنفسهم في العراء بعد أن حاصرتهم جرافات الأمانة وهدمت أجزاء من منازلهم التي قطعت عنها الماء والكهرباء؛ وذلك حتى يمتثلوا لرغبتها في إخلاء منازلهم التي تعترض مشروع توسعة طريق المثناة الذي تمت ترسيته على إحدى الشركات في إطار مشروع تحسين العشوائيات، بحجة عدم امتلاكهم لتلك المنازل التي توارثوها عن أجدادهم ولديهم قضايا أمام محكمة الطائف الشرعية لاستخراج حجج الاستحكام. وكان السكان لجؤوا إلى محافظة الطائف قبل شهرين، حيث أعادوا التيار ومدوا شبكة المياه إلا أن فرحتهم لم تدم طويلا، فبعد أسبوعين قطعت الكهرباء مرة أخرى وعاشوا في ظلام دامس إلا من بعض أضواء خافتة صادرة من الأتاريك والفوانيس ما دفعهم إلى تقديم شكوى أخرى لحقوق الإنسان في مكة. وقال كل من عبدالله أحمد أبو راس وحامد أبو راس إن جرافات الأمانة هاجمت منازلهم عند ساعات الصباح الباكر، حيث شاهدهم أبناؤهم الصغار فور خروجهم إلى مدارسهم فهرعوا إليهم والخوف يملؤهم ليخبروهم بما يحدث وهم يصرخون رعبا. وأضافا أن السكان حاولوا إفهام لجان الأمانة أنه لا يجوز أن يبدر منهم هذا التصرف خاصة أنهم نيام داخل منازلهم فردوا بأنهم مأمورون من قبل الأمانة. وأشارا إلى أن السكان طالبوا الأمانة بتعويضهم إلا أنها رفضت بحجة أنهم لا يملكون صكوكا لهذه المنازل، ولفتا إلى أن مطالبات السكان بالحصول على تلك الصكوك لا تزال تنظرها المحاكم. وذكرا أنهم لا يمانعون في تنفيذ قرارات الإخلاء، لكن قبل ذلك أليس من المفترض أن يتم توفير بدائل لهم؟.. فأين سيذهبون بأسرهم.. هل يقيمون في الحدائق العامة أم يهيمون على وجوههم في الشوارع؟ أما محمد السفياني وأبناؤه فكانوا مجتمعين حول إضاءة الفوانيس بعد أن قطعت الكهرباء عنهم: «كل يوم والجرافات تدق في جدران منزلي فنقلت أبنائي للنوم في إحدى الغرف البعيدة ولكنها لحقتنا فلم يكن أمامي سوى أن نتجمع في وسط الدار بعد أن تساقطت على رؤوسنا أجزاء من سقف إحدى الغرف الجانبية». وأضاف أنه لا يمانع في الخروج لكن لا بد من تعويضهم، فهذه المنازل متوارثة منذ عشرات السنين، أو يعطونهم مهلة حتى تنتهي إجراءات الحصول على صكوك الملكية من المحكمة الشرعية. وذكر أن السكان تقدموا بشكاوى لحقوق الإنسان وجهات حكومية أخرى ولكن لا استجابة تذكر. وطالب كل من حسن القرشي وعبدالرحيم بريمة تأخير المشروع قليلا على الأقل لحين انتهاء العام الدراسي وتسلم تعويضاتهم. كما طالبوا بإعادة التيار الكهربائي والمياه، فشراء جراكل المياه أرهقهم ماديا ورائحة الوقود المستخدم في إضاءة الفوانيس أصاب صغارهم بالربو.من جهة أخرى قال الناطق الرسمي بأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم إن جميع العقارات التي تم نزع ملكيتها معروفة وموثقة الحدود من خلال كروكي شامل، وسيتم تعويضات أصحاب العقارات الذين لديهم مستمسكات شرعية حسب الأنظمة والتعليمات وبما يحقق المصلحة العامة من هذا المشروع الحيوي الذي يخدم الأهالي ويدعم جهود التنمية والتطوير بالمدينة.