كان صرحا من خيال فهوى.. هو أبلغ وصف لما أشاهده على المسرح الرياضي المصري الحالي؛ فبعد أحداث مباراة مصر والجزائر تابعنا الموجات الإعلامية المصرية الموجهة ضد الجزائر واتهامهم بأنهم وضعوا سيناريو لتكسير الحافلة، وشج رؤوسهم؛ فتم تصدير تلك الحكايات لعقول الشعب المصري العظيم بالتكرار.. المؤسف أن البعض ممن كان في داخل الحدث صدّق كل تلك الحكايات من القاهرة وصولا لأم درمان؛ ولهذا وبعد أكثر من شهرين جاءت الصدمة الكبيرة باعتذار واعتراف رئيس اتحاد كرة القدم الضمني بكل ما حدث؛ وهذا دليل «مصلّع» أن الإعلام، أعزائي الكرام، يستطيع أن يصنع عالما افتراضيا بديلا لا وجود له على أرض الواقع.. وأن هناك من هو مشارك في صنع ذلك العالم الافتراضي والبديل عن الواقع ممن انطلت عليه تلك الخدعة، ولهذا وعندما ظهرت الحقائق الدامغة من قبل «الفيفا» كانت الصدمة للبعض كبيرة، كان نموذجا لها على سبيل المثال لا الحصر مقدم برنامج القاهرة اليوم الأستاذ عمرو أديب، الذي أخذ يتساءل أين من روجوا لتلك الأحداث بأن مصر مظلومة؟ لأنه أحس أنه ضرب على قفاه!! وحقيقة الأمر أن هذا ينقلني لبعض مشاهد إعلامنا الرياضي وتلاعبه بعقول بعض الجماهير، وأسوق لكم بعض تلك المشاهد لأذكركم بها، فجميعنا نتذكر الهجوم الشرس على قنوات الجزيرة والكأس وأبو ظبي الرياضية باتهامات وصلت إلى حد التجريح الشخصي.. والآن ماذا نشاهد؟. كثير ممن كان يدعم تلك الحملات نراه أكثر من «يتبطّح» داخل استوديوهاتهم إما مشاهدا أو هاتفيا!! وهذا ينقلني أيضا لبعض جوائز ألقاب «الوهم».. التي تم تدعيمها بنقل مباشر وجوائز ك«أطقم كبكات» واستعراض ببعض من «سمكات»، فهل وصلنا لهذه الدرجة من عدم احترام للعقول؟. فكم من مرة قد أفقنا بأن إنجازاتهم صرح من خيال وميول، وأنسب موضع لها أن تكون في «فترينة» أكاذيب التاريخ معروضة!!