أصبح حزب العمال البريطاني بحاجة إلى زعيم أكثر شبابا كي يقوده إلى الأمام بعد استقالة رئيس الوزراء السابق زعيم الحزب جوردون براون، اثر فشله باجتذاب حزب الديمقراطيين الأحرار الذي اختار التحالف مع المحافظين لتشكيل الحكومة الجديدة. وأعلن وزير الخارجية السابق ديفيد ميليباند نيته خوض سباق زعامة الحزب ليكون أول من يرشح نفسه للرئاسة. غير أن المفاجأة تمثلت في انضمام دايان آبوت إلى السباق، لتكون بذلك أول امرأة سوداء تترشح للمنصب، وسادس عضو في الحزب يعلن ترشيحه. وستجرى انتخابات حزب العمال بين 16 و22 سبتمبر المقبل، لتعلن النتائج خلال المؤتمر السنوي للحزب والمقرر في 25 سبتمبر. وتشكل أصوات نواب الحزب في كل من مجلس العموم والبرلمان الأوروبي ثلث الأصوات اللازمة لانتخاب الزعيم الجديد. ويشكل أعضاء الحزب الآخرون الثلث الثاني، بينما يكون الثلث الأخير من نصيب أصوات أعضاء النقابات العمالية والمنظمات المرتبطة بها. ودايان آبوت Diane Abbott، خريجة جامعة كامبريدج، 47 عاما، والمرأة السوداء الأولى التي انتخبت عضوا في البرلمان عام 1987، وتتلقى دعما من نساء وزملاء كثيرين. والدها حداد جامايكي ووالدتها ممرضة. وشغلت قبل انضمامها وظيفة في وزارة الداخلية، وكذلك في إحدى القنوات التليفزيونية. وعللت آبوت، ممثلة منطقة هاكني نورث وستوك نيوينجتن في مجلس العموم، ترشحها إلى أن « عدة أشخاص طلبوا مني ذلك». ويرى بعضهم في آبوت العزباء، «جدية» لا يرونها في غيرها من المرشحين. وهي نفسها أكدت: « المرشحون الباقون جميعا لطفاء، وسيشكلون زعماء جيدين لحزب العمال، لكنهم جميعا متشابهون.... وحزب العمال أكثر تنوعا من ذلك». وأضافت: « أنظر إلى الأرض وأقول: إن لم يكن الآن، فمتى؟ وإن لم أكن أنا، فمَن؟. ومن المهم أن نستعيد أجندة الحريات المدنية من المحافظين والديمقراطيين الليبراليين». وأشارت إلى «ضرورة أن نعيد الطاقة الحيوية والديموقراطية إلى الحزب»، مشددة على الحاجة إلى «نقاش مناسب حول الهجرة، حيث يكون لأبناء المهاجرين من أمثالي صوت». كما تطالب آبوت ب« نقاش مناسب» حول كيفية معالجة العجز في الموازنة، وما إذا كان يجب أن يتم ذلك عبر رفع الضرائب أو الاقتطاع من النفقات. وحصلت آبوت في الانتخابات الأخيرة على 14.461 صوتا، ما رجح كفة العمال على حساب الديمقراطيين الليبراليين. ومن أبرز المنافسين لآبوت وزير الصحة السابق آندي بورنام، 40 عاما، وهو أيضا من خريجي كامبريدج، الذي حمل رئيسي الوزراء العماليين السابقين جوردون براون وتوني بلير، مسؤولية الديون، لكنه طمأن إلى أنه سيضع حدا ل« الأساليب السياسية غير السليمة». ويعد ديفيد ميليباند، 44 عاما، الأوسع حظا في السباق وأكثر المرشحين شهرة، ولا سيما أنه شغل منصب وزير الخارجية في حكومة براون، وكان قبل ذلك مستشارا لبلير، وينظر إليه على أنه مرشح تيار الوسط في الحزب. أما شقيقه إيد، 40 عاما، وزير الطاقة السابق، فيرى فيه مؤيدوه «مرشح الوحدة» بعد أعوام من التوترات الداخلية داخل الحزب بين مناصري براون وبلير .