دفع الشعور بالفشل الذي اعترى طالبة الثالث المتوسط، بسبب عدم مقدرتها على تعويد شقيقها «تسعة أعوام» الطريقة الصحيحة للصلاة، إلى ابتكار سجادة ناطقة تفيد المبتدئين في تعلم الصلاة عبر تقنية التكرار.ولم تكن شقاوة سيف وحدها كفيلة بدفع رغد محمود بخش، ابنة طبيب العيون، والطالبة في الصف الثالث المتوسط بمدرسة رياض نجد في العاصمة، لكن عزيمتها على البحث عما يفيد كان لها أثر بالغ في خوض غمار الابتكار للمنافسة على لقب أصغر مخترعة ضمن معرض ابتكار 2010. لكن سيف كان المحفز على إيقاد شعلة الاختراع داخل رغد، خاصة بعدما: «عانيتُ بشدة من عدم مقدرته على إتقان الصلاة، فكان دائم الخطأ في الخطوات التي يتعلمها يوميا مني، بصفتي المسؤولة عن تعليمه، في ظل انشغال والدي الطبيب ووالدتي، ولحبي للعلم والبحث، أجريت دراسة ميدانية على محيط عائلتي للتعرف على نمط الأطفال من ستة إلى 11 عاما، وتوصلت إلى أن 80.64 % من هذه الفئة يعانون المشكلة نفسها، ويواجهون التعثر نفسه، لذلك نبعت فكرة ابتكار سجادة تعلم الطفل الصغير خطوات الصلاة.. وتسير معه خطوة بخطوة، بل يمكنه أن يردد خلفها شعائر الصلاة من البداية للنهاية حتى يتعلم من كثرة التكرار». ولا تختلف السجادة، حسب رغد، عن أي سجادة موجودة في الأسواق، لكنها متميزة بتوصيلها بدائرة كهربائية، حيث تعمل بجهاز تحكم عن بعد «ريموت كنترول»، ومبرمج عليها الصلوات الخمس، مسجلة بكلمات ناطقة، بحيث يبدأ تشغيله لصلاة الظهر مثلا، ويبدأ الطفل الصغير التكرار خلف السجادة من البداية وحتى النهاية. رغد التي تهوى القراءة والرسم، وتعشق السباحة وركوب الخيل، كانت تعرف أن والدها حتما سيشجعها: «عرضت عليه الانضمام إلى جماعة الموهوبين في المدرسة، وبالتالي الخضوع لدورة تدريبية تحت إشراف مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، موهبة، مدتها ستة أسابيع، فوافق على الفور، وسأقدم السجادة الناطقة مشروعا في الدورة، وأسعى للحصول على براءة الاختراع». وتعترف رغد بشعورها بالرهبة فور وقوفها في معرض ابتكار، لشرح طريقة عمل السجادة الناطقة للزوار، إلا أنها لا تريد التوقف عند خانة الاختراع فقط: «أطمح أن أكون طبيبة مثل والدي، رغم أن أخي فيصل «17 عاما» يحب الميكانيكا، وشقيقتي رند «14 عاما» تعشق التصوير الفوتوجرافي».