بعد أن اقترب مدافع فريق الشباب الأول لكرة القدم نايف القاضي من انتهاء مشواره الكروي من خلال إبعاده عن تشكيلة فريقه الأسبق الأهلي جاء عرض الريان القطري لينقذه من المقصلة التي طالت الكثير من اللاعبين ليستعيد بريقه من جديد ويغري القطريين لتمديد إعارته إلا أن بحث الأهلي عن بيع عقده حول اتجاهه إلى العاصمة السعودية الرياض ليستقر به المطاف في الشباب بعد منافسة من النصر. ورفض القاضي إلا أن يضع بصمته مع فريقه الجديد للرد على كل من شكك في مستوياته وتألق طوال فترة مشاركاته إلا أن الإصابات المتلاحقة غالبا ما تعترض طريقه، ومع ذلك يرمي بألم الإصابة في سبيل إشعار عائلته بالارتياح. نايف القاضي حل ضيفا على «شمس» في هذا الحوار الذي تحدث فيه عن الكثير، فإليكم ما دار فيه: ما سر إصاباتك المتكررة؟ الإصابات ضريبة يدفعها لاعب الكرة عادة ولا يوجد أي سر بيني وبينها، وبالنسبة إلى إصابتي الأخيرة فقد تعرضت لكسر في مشط القدم اليمنى وتم تثبيته من خلال وضع الجبيرة التي تحتاج إلى بعض الوقت قبل إزالتها والحمد لله على قضائه وقدره. أصبت قبل مدة بكسر في الوجنة وبعدها كسر في القدم.. فهل هذا دليل على عنف تدخلاتك؟ لا أبدا، فالجميع يعرفون نايف وطريقة لعبه وما حدث هو كسور ولو كانت الإصابات في العضلات لربما حملت المسؤولية، وفي نهاية المطاف تبقى هذه الأمور قضاء وقدرا كتبها الله علي. سقط معظم لاعبي الشباب من الإصابات، فهل هذا دليل على سوء فترة الإعداد؟. بصراحة وبعيدا عن المجاملات نعم، وهذا من أهم الأسباب التي أدت إلى إصابة أغلب اللاعبين في الشباب وفقدان خدماتهم في أوقات مهمة خلال المسابقات المختلفة. هناك من حكم عليك بأنك أصبحت في نهاية الطريق إلا أنك عدت للتألق، فما السر في عودتك مع الشباب؟ توجد مجموعة أمور أسهمت في ذلك منها دعاء الوالدين وتعاون زملائي اللاعبين، وكذلك محاولة إثبات الوجود بعد إبعادي عن الأهلي، وتوفيق الله سبحانه وتعالى يبقى العامل الأهم. ولكنك افتقدت لهذا التألق في المستوى مع الأهلي، فما السبب؟ صدقني ما قدمته مع الشباب هو نفس ما قدمته مع الأهلي ولكن ربما تكون المشكلات والاضطرابات التي مرت علي في الأهلي قد أسهمت في انخفاض عطائي، وعلى الرغم من ذلك إلا أنني مثلت المنتخب وقدمت مستويات أشاد بها الجميع. وما المشكلات التي واجهتك في الأهلي؟ قضيت أياما لا تُنسى مع الأهلي، ومن الصعب نسيانها مهما حدث وأنا بصراحة لا أود الحديث عن الأهلي لأن له فضلا علي فيما وصلت إليه، فلذا سأكتفي بما ذكرته سابقا واللبيب بالإشارة يفهم. كل ما نريده معرفة الحقيقة فقط؟ بصراحة أنت كمن يحاول الاصطياد في الماء العكر، ولأريح فضولك فقد قدمت مستويات راقية ولكن كل ذلك لم يعجب الإدارة التي بقيت معترضة على وجودي في الفريق لأجد نفسي دون مقدمات خارج التشكيلة، وصدقني حتى الآن لا أعلم ما السبب الحقيقي للمعاملة التي وجدتها. وهل تعتقد أن هناك من أسهم في توتر علاقتك بالأهلي؟ الله أعلم فأنا لم أسمع أو أر شيئا ولا أستطيع اتهام أحد، ولكن يقول المثل «ما فيه دخان دون نار».. ويبقى الأمر الأجمل أنني عدت وبقوة ابتداءً من تجربة نادي الريان مرورا بالشباب بعد أن توقع الجميع نهايتي. ألا ترى أن إعارتك للريان كانت محاولة للتخلص منك؟ «ضحك».... لا أدري عم تبحث، وحقيقة الأمر أنني عندما أصبحت خارج التشكيلة وصلني عرض الريان القطري، وعلى الرغم من أن المقابل المادي لم يكن مقنعا لعبت له والحمدلله قدمت مستويات جيدة أجبرت مسؤولي الريان على المطالبة بالتجديد معي لموسم آخر، ورفضت الإدارة الأهلاوية لرغبتها في بيع عقدي ليأتي عرضان من الشباب والنصر واخترت الشباب لأن عرضه الأقوى. بعد ما تعرضت له ما الذي بقي في داخلك من الأهلي؟ على الرغم من كل ما حدث إلا أن الأهلي له أفضال علي وأنا أكن لجماهيره وإدارته الحب والاحترام ولا يزال بيني وبينهم تواصل، وهذه من أهم مكاسبي. أنت متهم بمحاولة الانتقام من الأهلي بممارسة العنف مع زملائك وأصدقاء الأمس.. فما ردك؟ من حقكم أن تتهموني بما تريدون ولكن من يعرفني على حقيقتي يعلم أن هذا الاتهام باطل. وهل جاء هذا الاتهام من فراغ ؟ بعد التحامي مع اللاعب حسن الراهب وإصابته رددت الجماهير الأهلاوية هذه المقولة لتعاطفها مع لاعب فريقها الذي اعتذرت له وقبل اعتذاري وانتهى الأمر، ولكن هناك جماهير تتغلب عواطفها على تفكيرها وتفسر الأحداث حسب رؤيتها، وللأمانة الانتقام ليس من طبعي وإذا لم أنفع الأهلي فلن أضره أبدا. ولكنك تتعمد الخشونة في التحاماتك مع اللاعبين؟ بالعكس، فجميع اللاعبين إخواني وزملائي ولا يمكن أن أمارس الخشونة ضدهم لإصابتهم، فمهما كان فأنا مررت بتجربة الإصابات وأعرف مرارتها التي عانيتها ولا أتمنى أن يعانيها زميل بسببي. بصراحة ما الفرق الذي وجدته بين الأهلي والشباب؟ بصراحة لكل واحد منهما مميزاته، فالأهلي يملك جماهير وفية تمتع اللاعب وتشد من أزره داخل الملعب وإعلام حوله يشيد به ويدافع عنه وذلك سلاح ذو حدين يضع اللاعب تحت الضغط، أما الشباب فيفتقد الجماهير والإعلام، وهذا يبعد اللاعب عن الضغوط ولكنه في النهاية لا يستغني عن الجماهير لدفعه إلى الأمام والإعلام ليزيد من توهجه ويجعله قريبا دائما من الوسط الرياضي. لو عرض عليك الأهلي العودة لصفوفه.. هل ستعود؟ نعم، فالأهلي فريق كبير ولا تنس أنه الذي قدمني للوسط الرياضي. وهل هذه العودة تكون حبا في الأهلي وجماهيره.. أم حبا للمادة؟ للاثنين معا، فأنا أحب الأهلي ولكن لا يعني ذلك تجاهل المادة. ماذا لو خيرت بين الأهلي والاتحاد... فمَن تختار؟ بداية أبارك للاتحاديين إدارة ولاعبين وجماهير تحقيقهم لبطولة مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، وبصراحة الاتحاد من الفرق القوية والكبيرة ونحن في عصر الاحتراف، ولهذا من الطبيعي أن ألعب لصاحب العرض الأفضل. ماذا أضافت إليك تجربتك مع الريان القطري؟ استفدت منها الكثير ابتداء من الفكر الاحترافي الذي يتعاملون به مع اللاعب، حيث لا يوجد معسكرات للمباريات لأن اللاعب يهتم بنفسه والبرامج المعدة ينفذها دون حسيب أو رقيب، كذلك استفدت من وجود مهاجمين على مستوى فني راقٍ في رفع مستواي. قابلت الكثير من المهاجمين.. فمن أصعب مهاجم تواجهه؟ بصراحة الكثير من المهاجمين، ويأتي من ضمنهم ماجنو ألفيس لاعب الاتحاد سابقا، وكذلك ياسر القحطاني ونايف هزازي وسعد الحارثي ومحمد السهلاوي، وجميعهم من المهاجمين الخطرين الذين يجيدون لغة الأهداف و«الغلطة» أمامهم تكلف الكثير، وعموما على المدافع أن يحسب ألف حساب لكل من يلعب أمامه. وما الانطباع الذي خرجت به عن الكرة القطرية وأنديتها؟ يوجد في قطر أندية على مستوى عالٍ وتقدم كرة جميلة في ظل المنافسة القوية بينها، وهذا الأمر أسهم في تقدم الكرة هناك. عندما تغيب عن دفاع الشباب يتضح مدى الفراغ الذي تتركه.. ألا يوجد حل لتلافي هذه النقطة؟ أشكرك على هذه الإشادة، ولكن صدقني أنا لا أشعر بهذا الفراغ لأن من يشارك من زملائي يقدم ما هو مطلوب منه، وفي النهاية كلنا نكمل بعضنا، فالشباب لا يتوقف عطاؤه على غياب لاعب وحضور آخر. مَن المدافع الذي ترتاح للعب بجانبه وفيمن تثق ليقف خلفك كحارس للمرمى؟ من الصعب أن أجيبك عن هذا السؤال، فأنا قائد الفريق وكل من يمثل الشباب أرتاح باللعب بجانبه والجميع فيهم الخير والبركة، أما الحراسة فنحن نملك حراسة مطمئنة بوجود وليد عبدالله وحسن شيعان، ولكن بحكم استمرار وليد معنا في المباريات فبالتأكيد يكون التفاهم حاضرا، وبهذه المناسبة أبارك له حصوله على جائزة أفضل حارس مرمى كما أبارك لبقية زملائي اللاعبين الذين حصدوا جوائز الأفضلية في الموسم. وما أسباب تراجع عطاءات الشباب وطموحاته هذا الموسم؟ يعود ذلك لأسباب عدة أهمها افتقاده لأغلب لاعبيه في أوقات مهمة خلال الموسم نتيجة للإصابات، فغياب تسعة لاعبين في وقت واحد لا شك أنه مؤثر جدا ولو حدث ذلك لفريق غيرنا لاحتل موقعا متأخرا في الترتيب العام ولا تنس أننا قبلها كنا ننافس الهلال ولا يفصلنا عنه إلا ثلاث نقاط. ألا توافق مقولة أن فريقكم من الفرق قصيرة النفس التي لا تحقق إلا بطولات خروج المغلوب؟ بصراحة أستغرب ترديد هذه المقولة، فالشباب لم تغب شمسه عن سماء البطولات في كل المواسم، ثم إن البطولة تعد بطولة للنادي سواء كانت قصيرة أو طويلة كبطولة الدوري. أنت محق ولكن يتردد أنكم اكتفيتم بالبحث عن كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال؟ لا الشباب دائما يبحث عن الصعود إلى منصات التتويج وإذا خسر بطولة لا يخسرها إلا بشق الأنفس، فكل بطولة ندخلها نضع في الحسبان تحقيقها، أما الاكتفاء الذي تقول عنه فهذا خيال ولا يوجد ناد أو لاعب في العالم يكتفي بما حقق، فالكل يبحث عن المزيد. وما رأيك في إنهاء عقد المدرب باتشيكو؟ حقيقة كم تمنيت بقاءه واستمراره معنا فقد قدم عملا كبيرا في بداية الموسم ولكن الإصابات والغيابات خذلته فكان قرار الإدارة بالاستغناء عنه، حيث تسعى لمصلحة الفريق ولها منظور أشمل لما قدمه يختلف عن منظورنا، وقياساتنا كلاعبين قد لا نعلم عن خفايا الأمور شيئا. ما الذي أخذته منك الكرة؟ وماذا أعطتك؟ حقيقة الكرة أخذت من وقتي الكثير، فقد أبعدتني عن زوجتي وبنتيّ نوران وروان كما أنني بقيت لفترة طويلة لم أشاهد والدي ووالدتي وحرمتني من حضور المناسبات ومشاركة الأعزاء أفراحهم. وأهم عطاياها لي محبة الناس التي لا تشترى بالأموال واعتبرها من أهم النعم التي وهبني الله إياها. على ذكر زوجتك.. كيف تتعامل مع تعدد إصاباتك؟ بصراحة زوجتي إنسانة متفهمة وقفت بجانبي ودعمتني بكل قوة ولكن تظل الإصابات من أكثر الأمور التي تزعجها مع بناتي ووالدتي حفظها الله وأحاول قدر المستطاع عزل أجواء النادي والإصابات عن البيت، فبمجرد دخولي للمنزل أرمي بهموم الكرة جانبا. عندما تصاب داخل الملعب ما أول الأمور التي تشغل بالك؟ بطبعي أنا أنني أنسى نفسي داخل الملعب وأقطع العلاقة مع كل ما هو خارجه ولا أفكر بالأمور الجانبية ولكن بعد خروجي فأول أمر أفعله أتصل بعائلتي واطمئنهم علي. كيف تتعامل مع من يسيء إليك من الجماهير؟ بصراحة لو دقق الإنسان في كل شيء لأدخل نفسه في مشكلات لا حصر لها ولكن التجاهل يشعر الطرف الآخر بخطئه ويجعله يعتذر. بماذا تود أن تختتم حديثك؟ أشكرك، وأبارك للقائمين على شمس هذه النقلة الجميلة، وأتمنى للجميع التوفيق