أكد المؤرخون الغربيون من خلال دراساتهم وأبحاثهم، ان أساس وأصل الفروسية عند الغربين، كان صدى للفروسية العربية. قال المستشرق نيكلسون: «من الممكن تتبع فروسية العصور الوسطى وإرجاعها إلى بلاد العرب. لأن شهامة الفرسان ومغامراتهم وإنقاذ العذارى من السبي والمساعدة التي كانت تقدم في كل مكان للنساء المحتاجات إلى مساعدة، كل هذه صفات عربية». وقد اطلق عليها في اوروبا كلمة نبل او بطولة، والصلة وثيقة بين هذه الاعمال المجيدة وبين الفارس. لقد اتخذت الفروسية الغربية صورة هيئة اجتماعية منظمة، ذات قواعد وقوانين وطقوس خاصة، تهدف الى غاية محددة، وهي حماية الارستقراطيين من شر المقاتلين. اما عند العرب فلم تقم مثل هذه الهيئة، لانه لم تكن لفرسان العرب الاولين ايم حاجة الى انشاء مثل هذه المنظمة. ويعتقد الباحثون أن حاجات العيش في بيئة مجدبة، اجبرت العرب على الانتقال من مكان لآخر سعيا وراء الماء والكلأ. هذه الحياة المحفوفة بالمخاطر دفعتهم للنشاط والجرأة، ومن هنا كان الاهتمام بالقوة وما تدعو إليه من العناية بالاسلحة البتارة والجياد الكريمة. الفرسان العرب فرسان فطرت نفوسهم على الإباء والشهامة، فكانت تأبى الظلم والضيم، مما جعلهم يعشقون الحرية، ويقدسون العهد والعرض، ويحترمون الجار، ويقرون الضيف، ويسارعون لنجدة الملهوف، وينبذون الغدر والخيانة.