رغم بعض التحسينات التي شهدها جسر الملك فهد بالخبر لتحسين مستوى الانسيابية في الحركة مثل زيادة منافذ الإجراءات وغيرها، لا تزال مشكلة الازدحام الشديد على الجسر تشكل هاجسا كبيرا في تنقلات المسافرين ما بين السعودية والبحرين، خاصة نهايات الأسبوع وأيام العطلات وإجازات الصيف، حيث يصل عدد المسافرين إلى عشرات الآلاف في اليوم الواحد. وبحسب إحدى الإحصائيات فإن عدد المسافرين عبر الجسر في مارس الماضي فقط بلغ 1.50 مليون مسافر، فيما يصل متوسط عبور السيارات نحو 24 ألف سيارة بحسب إحصائية المؤسسة العامة لجسر الملك فهد العام الماضي. وعزا عدد من المسافرين ل»شمس» استمرار الازدحام الذي يشهده الجسر الذي دشن في عام 1986 بشكل رئيس إلى تقاعس بعض العاملين عن أداء مهامهم بالكفاءة المطلوبة أمام منافذ الإجراءات المختلفة من جوازات وجمارك. وقال محمد القحطاني إن المشكلة متكررة ولا يدري ما الذي يجعلها مستعصية على الحل؟ فالأمر في اعتقاده لا يحتاج إلا إلى إنجاز الموظفين للأعمال الموكلة إليهم بكل حرص، خاصة أن الكثيرين لديهم مصالح مرتبطة بزمن ولا يحتملون كل هذا التأخير: «نحن نعلم أن هناك ظروفا وأسبابا طارئة قد تؤخر عملية الإجراءات ولكن الموقف الذي مررت به جعلني في حيرة من أمري؛ فقد فوجئت بعد وقوفي طويلا في المسار المخصص لنا بوجود موظف الكابينة يعمل بمفرده على مسارنا ومسار آخر في الوقت نفسه لتغطية عمل أحد زملائه، وهو بالطبع أدى إلى تأخير المسافرين على كلا المسارين، وسط لا مبالاة من قبل الموظف.. ولا يبدو أن أحدا يسمع ما نقول». وأضاف مبخوت العتيبي أن كل المسافرين على الجسر يعانون مشكلة التأخير بشكل أساسي نظرا لتغطية موظفي الكبائن لبعضهم بعضا بتشغيل إشارة الضوء الأخضر على الجهتين. لكن المدير العام لجوازات جسر الملك فهد العقيد سامي الرشيد أكد وجود آلية متبعة مع جميع أنواع الشكاوى والملاحظات المقدمة ضد الأفراد العاملين بجوازات الجسر. وأوضح الرشيد ل «شمس»: «هناك وجود دائم للضابط المناوب ومشرفي الفترات ومن واجباتهم العمل على انسيابية الحركة على كبائن الجسر والاستعداد التام لمتابعة أي شكوى ضد أي موظف بالنزول حالا لموقع الكبينة مثار الملاحظة أو الشكوى للوقوف على الحالة وسرعة علاجها، وفي حال تكرار الموضوع يتم محاسبة الموظف المقصر إن لم يكن لديه تبرير منطقي لما حدث». أما بخصوص تغطية بعض الأفراد أعمال زملائهم في كبائن الإجراءات فقد اعتبره العقيد الرشيد أمرا غير مقبول لكنه أشار إلى أنه لا يتكرر كثيرا إلا في أوقات الصلاة أو وجود سبب منطقي، وذلك حتى لا يتعطل مساره تعطلا كاملا وتحدث بالتالي تأثيرات سالبة أكثر من تلك الناتجة من تشغيل مسارين معا وبشكل بطيء.. والأمر في النهاية اجتهاد يصب في خانة السعي لخدمة المسافرين. ولم ينف العقيد الرشيد بطء الإجراءات في الجانب السعودي مقارنة بالجانب البحريني، موضحا أن ذلك مرده إلى بعض الإجراءات الخاصة مثل التطبيق على النساء والتأكد من التصاريح التي تمنح لصغار السن والعسكريين، وللأسف فإن هناك نقصا في الوعي لدى بعض المسافرين الذين يتركون أوراقهم الأصلية ويصطحبون معهم نسخا عنها وهذا أيضا يؤدي إلى التأخير: «ولا يجب أن ننسى أمرا مهما وهو الجانب الأمني الذي يحتم علينا الدقة في النظر في كافة الأوراق الثبوتية والتحقق من شخصيات المسافرين بشكل تام». وكان مجلس إدارة المؤسسة العامة لجسر الملك أقر في مارس من العام الماضي التصور الأساسي للتوسعة الرئيسة لجزيرة الجسر التي أعدتها إدارة المؤسسة، حيث ستبلغ مساحة التوسعة 390 ألف متر مربع، أي 59 % من المساحة الحالية للجزيرة البالغة 660 ألف متر مربع لتصبح المساحة الإجمالية بعد توسعتها أكثر من مليون متر مربع. وستعمل التوسعة على الاستفادة من جميع مساحات الجزيرة، وزيادة عدد كبائن الإجراءات والمسارات لتكون 48 مسارا بدلا من عشرة مسارات حاليا. كما ستزال جميع العوائق المرورية وإلغاء التقاطعات والإشارات المرورية للمساعدة في انسيابية الحركة، وعدم تأثير التوسعة الجديدة على مكونات الجزيرة الأساسية كالمباني والخدمات والبنية التحتية، إلى جانب المحافظة على شكل الجزيرة الأساسي لجزيرة الجسر. ومن المتوقع أن تنجز التوسعة في منتصف 2012