اعتقاد الرجل يقوده إلى توقع الهدوء ولو كان يسبق العاصفة، كما يصف الستيني أبو حيدر زوج الثلاث، الذي تزوج للمرة الأولى منذ كان عمره 17 عاما: «كلهن راضيات، وكل واحدة تأخذ حقها». راتب أبو حيدر لا يتعدى 2500 ريال، ويعمل حارسا في أحد القطاعات الحكومية، وله من الأبناء من زوجاته الثلاث 22 ابنا، وهو لا يرى بأسا في حياته غير المشكلات المالية كونه يتنقل بين ثلاث أسر بعدل وتفان: «ذلك الجيش الحافي حتما سيربي نفسه وسيعاني ازدحام الحاجات». ولكن، ماذا عن أم حيدر؟ وهي الزوجة الأولى وأم لعشرة أبناء، وتبلغ من العمر 50 عاما، تقول عن الفوضى العارمة تحت السطح الهادئ: «تضايقت وما زلت كذلك، لكن رضيت رغما عني من أجل الأبناء». وعن «إدارة» هذا الكم البشري، تؤكد أنها تعاني ضغوطا نفسية وجسدية ومادية، وتكتفي بالشكوى لله: «هو شرع الله، والرجل لا يفكر إلا في نفسه». لكل زواج ظروفه التي تمنحه الشرعية حتى لو كان تحصيل حاصل، يقول علي العبدالله، 47 عاما، وتزوج خمس مرات، فيما لديه حاليا زوجتان: «بعض زيجاتي كانت لظروف شرعية، والأخيرة كانت لجاهزية المكان بعد زوجة طلقتها سريعا». عن توزيع مشاعره بين زوجته، يضيف: «استطعت ولله الحمد الجمع بينهن بعدل «يقصد المبيت والنفقة»، والحياة تسير وفق قانون وترتيب، وهكذا استطعت رغم إحساسي بالتقصير أحيانا بسبب الضغط». إلا أن زوجة العبدالله «أم خالد» لها رؤية مختلفة حول ما يشعره زوجها، فالعدل الذي تحتاج إليه المرأة يختلف تماما عما يعتقده الرجل، الذي لا يستطيع أن يصل له ولو استمات، تقول: «أعطي نسبة حصولي على حقي 5 % مما أحتاج إليه فعلا من زوجي، فالعاطفة والاحتواء والحوار أمور جوهرية لا تستغني عنها المرأة، وإذا حصلت عليها فقد تغض الطرف عن تقصير أكبر، إلا أن هذه الحاجات يصعب تحقيقها في ظل وجود أنثى تشاركني ذات الرجل». غادة محمد زوجة أولى، 26 عاما، لديها كثير من التساؤلات الحائرة حول استمتاع الرجل بالتعدد: «لا يحق للرجل التجديد دون النظر للآثار المترتبة على تدميره لشخصية أنثى تعرف بها في تجربته الأولى». وتصف غادة شعورها: «أشعر بالظلم والدونية، وقصة المبيت والنفقة أكذوبة أتحمل نتيجة تكذيبها، فالدين لا يتعارض مع العقل». التعدد خطوة لها آثارها السلبية والإيجابية في الرأي النفسي، يصفه أستاذ علم النفس والعلاقات الإنسانية الدكتور علي عوض شراب: «حالة نفسية يعبر عنها بعدم الإشباع لأي جانب كان، سواء كان عاطفيا أو جسديا أو فكريا، وكل إنسان يعالج حالته حسب إمكانياته وقدرته وشخصيته، وتتفاوت آثاره بحسب قبول أو رفض الثقافة السائدة للتعدد في المجتمعات». الزوجة أكثر تألما وتأثرا بحسب الدكتور علي: «إن كانت تعرف مسبقا فذلك يجعلها في قبول ظاهري، أما في حالة عدم معرفتها فتقع غالبا الكوارث وردود أفعال ذات طبيعة مكبوتة لا تعبر عن رأيها بأنها الأكثر معاناة، ويمكن أن تصل إلى الكآبة وفي الحالات الأصعب تصل إلى حالة الفصام والجنون فيصبح لها دوران وشخصيتان، وفي الأحوال العادية يكون انفعالا وسلوكا مقاوما للزوج ورفض طلباته والسخرية لمكايدته وإشعاره برفضها وقهره والانتقام منه، وهذا ينعكس على الزوج بعد أن تحولت حياته إلى انفجار قائم وآخر محتمل». ويتابع: «الزوج الحساس ينعكس عليه سلوك زوجته، فيشعر بالألم والقلق والتوتر والتردد، والنوع المقاوم والعنيد يتظاهر بعدم اهتمامه أو إهماله أو يسخر من مواقفها، وهنا دلالة على ضعف عالمه الداخلي ويفقد الزواج معناه الحقيقي من المودة والرحمة والتواصل والتقبل». وبالنسبة إلى الإيجابيات، يقول: «غير ظاهرة إنما تتضح من خلال حالة من النشاط عند الرجل في الجوانب الجسدية والعاطفية والذهنية، والزوجة المتقبلة للتعدد ينعكس عليها هذا النشاط لتتغير حالة الارتخاء العاطفي لديها من خلال الشعور بالغيرة والافتقاد والانتظار والتجديد» .