نجح مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة الذي نفذته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، في تجاوز الاختبار الأقوى للمشروع بعد نحو شهر من تدشينه، حيث تمكن من التصدي للكميات الهائلة من الأمطار التي هطلت على مدينة الرياض ومحيطها طوال الأسبوع الماضي، وأعقبها جريان هادر للسيول. المشروع الذي يمتد على مسافة تزيد على 80 كيلومترا، ابتداء من شمال طريق العمارية، حتى الحاير جنوبا، استوعب كميات الأمطار والسيول ضمن المستويات الثلاثة التي حددها المشروع لتصريف المياه، التي بمقدورها تحمل غمر مياه الأمطار لفترات محددة، واستيعاب مياه الفيضانات التي قد تحدث في الدورات المناخية كل 50 عاما تقريبا. فالمستوى الأول لتصريف المياه في الوادي يتعامل مع المياه دائمة الجريان التي تتغذى من شبكات تخفيض المياه الأرضية في المدينة، ومن المياه المعالجة في محطات تنقية الصرف الصحي، ومن شبكات تصريف السيول، بعد أن أعد لهذا المستوى قناة مفتوحة للمياه دائمة الجريان مدعمة بالتكوينات الصخرية و «الهدارات» للمساعدة في معالجة المياه، والحفاظ على قدرتها التصريفية طوال العام. أما المستوى الثاني فيتعامل مع مياه السيول الموسمية، كالتي شهدتها الرياض الأسبوع الماضي، حيث جرى تسوية بطن الوادي بميل دائم باتجاه الجنوب، وميل مقطعي عرضي باتجاه القناة الدائمة. كما جرى تدعيم حواف الأودية في بعض النقاط الحرجة، وتدعيم الخدمات والمرافق القائمة في بطن الوادي، بحيث تتحمل غمر مياه السيول لمدة وجيزة، وهي ما تحتاج إليها السيول حتى تنقطع بالتبخر والتسرب. وبدوره، يتعامل المستوى الثالث مع مياه الفيضانات التي تحدث في الدورات المناخية كل 50 عاما تقريبا، ونظرا إلى كونها نادرة الحدوث، تمثلت تجهيزاتها في وقف تعدي الحيازات الخاصة على مجاري السيول، وإزالة الردميات الضخمة من بطن الوادي والشعاب المغذية له. وساعدت الأجواء الربيعية التي أعقبت هطول الأمطار في عطلة نهاية الأسبوع، واحتضان العديد من السدود التي يخترقها الوادي لكميات كبيرة من المياه، في تدفق المتنزهين إلى الوادي، حتى غصت متنزهاته بالزائرين الذين استهوتهم هذه الأجواء. يذكر أن مشروع التأهيل البيئي الشامل لوادي حنيفة، تمكن من إزالة جميع المظاهر السلبية القائمة في الوادي، وإعادته إلى وضعه الطبيعي مصرفا لمياه الأمطار والسيول وللمياه دائمة الجريان الواردة إلى الوادي من عدة مصادر من المدينة، وجعل بيئته الطبيعية خالية من الملوثات والمعوقات، إضافة إلى إعادة تنسيق المرافق والخدمات القائمة في الوادي بما يتناسب مع بيئته، وتوظيف الوادي كإحدى المناطق المفتوحة المتاحة لسكان المدينة، الملائمة للتنزه الخلوي عبر تزويده بالطرق والممرات وبعض التجهيزات الضرورية .