مضى وقت طويل منذ أن سمعت القول المأثور«السياسة تتوقف عند حافة المياه». وعندما يتعلق الأمر بحطام منصة النفط داخل المياه العميقة بخليج المكسيك وتسرب آلاف البراميل منها في مياه المحيط المفتوحة، فإن السياسة كانت حاضرة لأن تخوض قبالة الساحل. ومع تزايد لمعان التسرب النفطي في خليج المكسيك، فقد سارعت عدة جماعات مدافعة عن البيئة، يفوق عددها ال60، لمطالبة مجلس الشيوخ بعدم الموافقة على أي توسع في التنقيب عن النفط والغاز قبالة الساحل الشرقي للبلاد عندما تعرض عليهم أي مشاريع لقوانين جديدة في مجال المناخ والطاقة. وفي كاليفورنيا، أعلن حاكم الولاية الجمهوري آرنولد شوارزينجر أن الحادث أجبره على التخلي عن دعمه لأي عمليات تنقيب جديدة داخل المياه بسبب هذه الكارثة الهائلة، وتساءل عن سبب ارتكاب هذا النوع من المخاطر. ومع تزايد تسرب النفط في الخليج يوميا، فقد أصبح من الصعب تجاهل هذا الخطر. ولا تزال شركة بريتش بتروليم المسؤولة عن الخسائر المالية الناجمة عن التسرب، تبحث عن الوسيلة المناسبة لإيقاف التسرب من المنصة المتفجرة على بعد 50 ميلا إلى الجنوب داخل خليج المكسيك، ولم يعد واضحا كمية النفط الخام الذي تسرب في المحيط. وفي الوقت الحاضر، تتعامل الشركة مع طرق بديلة لوقف تدفق النفط، وفرغت من بناء وحدات بسعة 70 طنا لتوضع تحت مواقع التسرب الثلاثة لاحتواء النفط وضخه إلى سفينة الحفر على السطح. ويعتمد الأمر كثيرا على أحوال الطقس التي ساءت طوال الأيام الأخيرة. وإذا نجحت هذه الطريقة، فإن التسرب النفطي سيتوقف تماما خلال أسبوعين، أما إذا لم تنجح فإن الشركة ستكون مضطرة إلى حفر بئر جديدة لإغاثة البئر المنفجرة، وقد يستغرق هذا العمل ثلاثة أشهر أو أكثر. ومع تزايد الجهود لتعديل الوضع، حيث تشارك 200 سفينة في العملية، ازدادت المعركة السياسية حول التسرب النفطي سخونة. وتعرض الرئيس أوباما لانتقادات نظرا إلى دعمه التوسع في التنقيب عن النفط داخل البحار. وفي ظل التهديدات التي يمثلها التسرب النفطي ليصبح أكبر كارثة بيئية في تاريخ أمريكا، فإن جماعات حماية البيئة ومنظمات الخضر جاهزون الآن لاغتنام الفرصة للضغط باستخدام صور الطيور الملوثة بالنفط، والشواطئ السوداء لمنع الاستمرار في التنقيب البحري.