تعتبر رواتب الرؤساء في دول أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، الأكثر شفافية مقارنة بغيرها. ويمكن لأي مواطن من تلك الدول مراجعة الضرائب كي يقف على حقيقة أجور مسؤولي بلاده الكبار، حيث يجبر القانون كل شخصية منتخبة على التصريح بممتلكاته العينية والعقارية. وفي المقابل، تبدو المعايير غامضة بالنسبة إلى أجور الرؤساء في دول العالم الثالث النامية. ولم يمنع ذلك بعض المحققين من رجالات الصحافة من الوصول إلى أرقام ولو تقريبية حول أجور هذه الفئة. ورغم صعوبة معرفة الرواتب الحقيقية لرؤساء بعض الدول، إلا أن ثلاثة لصوص كشفوا راتب الرئيس الزامبي روبيا باندا الذي يبلغ نحو 1341 دولارا، عندما تمكنوا من تحويل ما يساوي 16 شهرا من راتبه «نحو 21578 دولارا» إلى حساب شخص آخر يحمل نفس الاسم. والمفارقة الكبيرة أن راتب أحد المديرين التنفيذيين لإحدى شركات الاتصالات الأمريكية يبلغ 45 مليون استرليني سنويا، مقابل خمسة ملايين استرليني لرئيس شركة فودافون، وهي أكبر شركة لتشغيل الهاتف المحمول في العالم. ومثل هذا الفارق الضخم بين راتب الرئيس الزامبي روبياه باندا ومديري الشركات الكبرى، يوجد أيضا بين رواتب رؤساء الدول بحسب ثرائها وفقرها، إذا صرفنا النظر عن أي شبهات فساد. غير أنه حتى في الدول الثرية والكبيرة لا تعتبر رواتب رؤسائها بحجم سمعتها الاقتصادية، فالرئيس الأمريكي باراك أوباما يتقاضى 400 ألف دولار في العام، بعد أن كان 200 ألف دولار في العام حتى عام 2007. غير أن الرؤساء الأمريكان اعتادوا تحقيق مبالغ ضخمة عند مغادرتهم البيت الأبيض، إذ يبيعون مذكراتهم ويحاضرون عن تجاربهم السياسية بمبالغ كبيرة، ربما تعوضهم عن الراتب القليل الذي كانوا يتقاضونه وهم على كرسي الرئاسة، الذي يرفعهم إلى أعلى، بحسب الحضور الدولي لبلادهم، ولكن يضعهم راتبهم في مرتبة أقل من كثير من رؤساء العالم. ويتقاضى رئيس وزراء سنغافورة راتبا أعلى بكثير من الرئيس الأمريكي، حيث يحصل على مليون دولار في العام، يليه رئيس وزراء هونج كونج ويحصل على 800 ألف دولار، في حين أن رئيس الوزراء الياباني يحصل على 307 آلاف دولار، غير أن وزير المالية يبلغ راتبه 415 ألف دولار. وبالنسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني جيمس براون، فهو الأعلى راتبا في أوروبا، حيث يحصل على نحو 262 ألف دولار في العام، بينما لا يزيد راتب الرئيس الصيني في العام على 27 آلاف يوان «نحو 3262 دولارا»، إضافة إلى مكافأة تعادل راتب شهر. ويتقاضى الرئيس الفيتنامي 1650 دولارا، ورئيس وزارته 1640 دولارا، وأعضاء الحكومة 1350 دولارا، بينما تتقاضى الرئيسة الفلبينية جلوريا أوريو 24 ألف دولار، وغير بعيد عن ذلك راتب رئيس الوزراء التايلاندي الذي يتقاضى 32188 دولارا، وراتب الوزير 30 ألف دولار، فيما يبلغ راتب الرئيس الإندونيسي 1900 دولار. أما فيما يتعلق بالثروات الرئاسية، فهي تصل مبالغ طائلة لدى كثير من رؤساء العالم، ففي تصنيف لمجلة «فوربس» قدّرت ثروة حسن بلقية سلطان بروناي بقيمة 36 مليار دولارا، وإلى جانبه سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي بثروة تقدر ب 9.5 مليار دولار، بدأ جمعها من الصفر، وانتهى مستثمرا في كل شيء .