كادت الأمطار التي دهمت الرياض أمس الأول تعصف بكيان العشرات من المنازل الشعبية التي تشربت إلى حد التخمة من المياه المنهمرة بشدة. أما سكان تلك المنازل الواقعة في حي الشميسي فقد فتك بهم الخوف وهم يعيشون على أمل أن تصمد أمام شدة المياه. أم عصام التي تعيش مع أبنائها الأربعة في منزل متواضع فقد عاشت ليلة عصيبة ما بين الخوف من الموت هي وأطفالها وما بين الموت صعقا بأسلاك الكهرباء الممتدة في المنزل؛ فاختارت أن تبقى في مكانها وأخذت تسد شقوق الجدران بخرق الملابس، لعلها تساعد منزلها على المقاومة. وكذلك أم عبدالله التي كانت تخشى أن تتكرر مأساة جدة وينهار المنزل على رؤوس أبنائها الصغار بعد أن امتلأت غرفتاه بالمياه وتشربت جدرانهما القديمة: «كما ترين.. فالحال يغني عن السؤال، فلم يعد المطر يفرحنا كالسابق خوفا من الكوارث التي تصاحبه». لكن أم يحيى لم تستطع أن تبقى في منزلها الطيني بعد أن شاهدت المياه تتسرب من الجدران والسقف فأسرعت باصطحاب أبنائها والخروج إلى منزل أخيها في منفوحة: «بيتي متهالك لكني لا أستطيع أن أستأجر غيره فلا دخل لي سوى راتب الضمان وبعض مساعدات أهل الخير». ويبدو أن أم عبدالرحمن، مطلقة، حاولت أن تنسى الليلة العصيبة التي مرت بها في منزل أخيها، حيث افترشت قارعة الطريق تبيع بعضا من الحلوى للأطفال» :فارقني النوم ليلة أمس الأول؛ فقد كنت أخشى أن يتواصل هطول المطر وينهار المنزل الذي كادت مقاومته تنهار».