ليس هناك بلاء في الدنيا إلا وسببه الذنوب والمعاصي، فما الذي تسبب في هبوط آدم إلى الأرض؟! وما الذي أدى إلى خروج إبليس من ملكوت السماء؟! وما الذي تسبب بغرق فرعون؟! وما الذي قاد قارون إلى الخسف؟ وما الذي تسبب بهلاك الأمم الغابرة؟ وما الذي أدى إلى دمار الشعوب وفناء الدول، وتشتت الأفراد والأسر وهلاك الأخضر واليابس إلا الذنوب والمعاصي؟! قال الله تعالى: “وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير”، وقال سبحانه: “... ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد”، وقال: “فكلا أخذنا بذنبه...”. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن “أناسا يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال يجعلها الله هباء منثورا، وهم الذين إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها”. قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: “الذنوب جراحات، ورب جرح وقع في مقتل! إخواني.. أخواتي: اتقوا الله تعالى.. واحذروا الذنوب والمعاصي؛ فإنها بوابات الهلاك، ومدارك الشقاوات، واعلموا أنكم لن تلقوا الله تعالى بشيء أفضل من ترك الذنوب والعصيان؛ فالعقبة كؤود، والطريق شاق، وهول المطلع عصيب.. عصيب، واعلموا أن ليس لكم إلا الله تعالى، فأطيعوه، واجتنبوا كل ما يسخطه. إن الوقوع في الخطأ والذنب من طبيعة البشر، لكن علينا إذا سقطنا، إذا أذنبنا، إذا أخطأنا، أن نعود ونرجع إلى الله، وأن نندم ونتوب، ولنبشر، فإن كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون؛ فعلينا بالإكثار من الاستغفار، خاصة عند الوقوع في الذنب. اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، واغفر لنا وارحمنا وتجاوز عنا وارض عنا يا أرحم الراحمين. رأيت الذنوب تميت القلوب ** وقد يورث الذل إدمانها وترك الذنوب حياة القلوب ** وخير لنفسك عصيانها