ما زالت أسرة عائض بن سليم تحاول لملمة أحزانها واستعادة حياتها الطبيعية بعد أن لقي صغيرهم سعد حتفه بضربات ساطور غادرة على يد ضيف فتحت له الأبواب واستقبلته ببشاشة.. لكن يبدو أن الأمر لن يكون سهلا، فصورة سعد تحوم في كل الأمكنة وصوته ينبعث من هنا وهناك، فما أقسى أن يفقد والدان طفلهما بهذه القسوة وهما يشعران بالمسؤولية لفشلهما في حمايته. بدأ يوم السبت 25 ربيع الآخر الماضي كيوم عادي للأسرة بقرية عرعرة (35 كيلومترا عن بلقرن شمال عسير) وبدأت الأسرة نشاطها بعد صلاة الفجر بتفقد عائض (28 عاما) لخرافه القليلة، مصطحبا معه ابنه البكر سعد (أربع سنوات) قبل أن يعودا لتناول الإفطار وشرب الحليب والقهوة، كما درجت عليه عادتهما. ويروي عائض: “بينما كنا نعد إفطارنا في نحو الساعة الثامنة إلا ربعا صباحا طرق القاتل بابنا، فأدخلته إلى المجلس، فقد كنا نحسن الظن فيه وتعودنا على مراعاته، كما أنه من قبيلتنا.. وبعد دقائق اضطررت إلى المغادرة لأرد على مكالمة هاتفية، وتركت معه سعد، وهو يتابع فيلم رسوم متحركة، لكني بعد دقائق لمحت ضيفي يهرول من المجلس وسمعت صراخ والدتي، فأسرعت إلى المجلس فوجدت ابني غارقا في دمائه وهو ينازع فأسرعت بحمله وقطعت به 35 كيلومترا إلى المستشفى، لكن كان قد أسلم الروح”. ووجدت أم سعد صعوبة في التحدث عن ابنها، فقد كانت دموعها تغالبها: “كان ينام كل يوم في حضني وفجأة رحل من دون أن نستطيع حمايته والدفاع عنه، وكل هذا بسبب طيبتنا وحسن ظننا في قاتله..”. وقال جد الطفل مشعل بن حبيب: إن سعد كان مصدر سعادة لكل الأسرة، فكان ينسيها شقاها وتعبها في توفير لقمة العيش. أما جدة سعد فكانت شاهدة العيان الأولى: “سمعت صراخ سعد ينطلق من المجلس، فأسرعت إليه فشاهدت ضيفنا يحمل ساطورا والدماء تسيل من حفيدي، فألجمتني المفاجأة برهة، لكني تمالكت نفسي وصرخت منادية والده لعله يستطيع أن ينقذ حياته”. وكانت طوارئ مستشفى سبت العلايا استقبلت سعد مصابا بعدة طعنات إحداها طعنة غائرة بالصدر. وأكد الأطباء أن الطفل كان قد فارق الحياة قبل وصوله. فيما أعلنت الشرطة أنه تم القبض على الجاني الذي كان في حالة غير طبيعية.