انضم مهرجان الورد إلى قائمة ضحايا أزمة المياه التي ضربت محافظة الطائف خلال 33 يوما وأصابت سكانها بالإرهاق النفسي والبدني بعد أن أصبحوا يمضون يومهم كله في الاصطفاف في طوابير طويلة بالأشياب لعل الحظ يسعفهم ب(وايت) يروي عطشهم. وعلى الرغم من الوعود الكثيرة بحل المشكلة خلال ستة أشهر إلا أن الأزمة لا تزال تضرب بجذورها عميقا بعد مضي أكثر من عامين على تلك الوعود. وعقب صلاة الجمعة أمس كانت صالة الأشياب بالمثناة مملوءة بالعشرات ممن أعياهم التعب؛ فبعضهم يحاول أن يضطجع على الكراسي غير المريحة لعله يأخذ قسطا من الراحة ليستعين به في منازلة الطوابير المصطفة للحصول على رقم.. الأرقام بدورها بدت مخيفة؛ فقد وصلت إلى حدود الألف من الثانية ظهرا إلى الخامسة عصرا! ومما زاد الأمر سوءا أن الأشياب الأخرى تغلق أبوابها نهاية الأسبوع. سارة الزهراني من حي الشهداء وصلت إلى الأشياب عند الواحدة ظهرا وانتظمت في صفوف النساء التي لا تقل ازدحاما عن صفوف الرجال في الصاله الشمالية:“حصلت على رقم بعد طول انتظار، لكني فوجئت بأن 100 شخص أمامي لم يحصلوا بعد على حصتهم من الماء.. أي أنه في أحسن الأحوال سأحصل على حصتي عند مغرب الشمس”. عندها قررت أن تغادر للحاق بصغارها خشية أن يصابوا بأذى رغم علمها أن الحصول على رقم جديد سيتطلب الكثير من الوقت والجهد. أما فهد العتيبي (حي القمرية) فلم يكن حظه بأفضل من سارة الزهراني؛ فقد حصل بعد طول انتظار على الرقم 413 وترك خلفه المئات يلهثون للوصول إلى الشباك، لكن الأرقام توقفت فجأة عند 199، وهذا يعني أنه سينتظر تقريبا حتى يحين المغرب للحصول على حصته:“انقطعت المياه عن الحي لشهر كامل؛ ما دفع بالسكان إلى الحضور بشكل يومي إلى صالات الأشياب بدلا من الاستمتاع بفعاليات مهرجان الورد؛ فأزمة المياه تكاد تنحصر في فترة العطلات والإجازات”. وبحسب العتيبي فإن التدافع الرهيب الذي شهدته أشياب المثناة يعود إلى إغلاق فرع المياه لجميع أشياب الأحياء الخميس والجمعة رغم علمهم أن هناك أزمة مياه حقيقية ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستوعب أشياب المثناة كل سكان الطائف لمدة يومين. ويضيف أحمد الزهراني (حي نخب):“مياه الشبكة انقطعت عن الحي تماما منذ أكثر من شهر، علما بأن مواسير الضخ موصولة بمواسير الأشياب وتتفرع منها إلى الأحياء؛ ومن ثم فمن غير المعقول ألا تصل إلى المنازل!”. محيسن القرشي صاحب مصنع ورد تذمّر من أزمة المياه واعتبرها سببا في فشل المهرجان:“المهرجان شهد نوعا من الاضطراب بسبب تلك الأزمة التي شكلت عائقا حقيقيا لملاك مصانع الورد؛ فكثير من الأسر تعزف عن المهرجان؛ فكيف إذاً أخاطر وأستأجر محلا في المهرجان بثلاثة آلاف ريال لمدة أسبوع لعرض إنتاجي دون أن أرجو فائدة.. بالقطع لن أشارك في المهرجان”.