عندما نذهب إلى بلد فنحن نقيس تحضر أهله ووعيهم السلوكي من خلال قيادتهم للسيارات، ومدى التزامهم بأنظمة السير وبالنظافة.. وبنسبة كبيرة جدا يكون القياس إيجابيا. ولكن للأسف فإن هذا المقياس يرتد لدينا إلى الأسفل، ويكفي فقط أن نعرف أن أعداد الوفيات بسبب الحوادث المرورية العام الماضي بلغ ما يقرب من ستة آلاف شخص. حقيقة أشعر بالألم الشديد والخوف الشديد أيضا بسبب قلة وعينا المروري وسلوكنا العام.. انظر كم قائد سيارة يأتيك من أقصى اليمين لينعطف يسارا فجأة.. وكم من سائق يسابق ضوء الإشارة أو يقطعها عمدا.. وكم سائق يركب الرصيف، وكم سائق يتجاوز خط الإشارة، وكم يطير بسرعة البرق غير عابئ بتقديرات السائقين أو مفاجآت الطريق.. وكم من يعكس الطريق.. وغيرها من السلوكيات التي تضايق وتزعج الكثيرين وتسبب الموت. لو قسنا بلغة الأرقام لوجدنا أننا نشهد في اليوم الواحد ما بين 400 إلى 700 مخالفة، بدليل أن محافظة جدة سجلت في عام واحد مخالفات مرورية بلغت مليوني ريال. ويبقى السؤال: هل سينجح نظام ساهر في تعديل سلوكنا المروري؟ أرجو ذلك.