المجزرة الرهيبة التي نفذها شابان في محمية عروق بني معارض في الجنوب الغربي من الربع الخالي وأسفرت عن قتل 20 غزالا، منها خمسة من نوع المها الوضيحي المهددة بالانقراض، تمثل جريمة بشعة وانتهاكا صريحا للقوانين الهادفة إلى حماية الحياة الفطرية التي أولتها حكومة السعودية عنايتها الفائقة. والسؤال الذي لم أجد له إجابة حتى الآن.. لماذا فضح الشابان جريمتهما بكل تلك الوقاحة؟ هل هو نوع من التفاخر أم الجرأة الزائدة؟ أم لتوثيق جريمتهما البشعة وإعلانها للعالم كله وكأنهما حققا إنجازا تاريخيا.. نعم هو تاريخي.. أن تقتل كل هذه الحيوانات المحمية لمجرد التسلية فلا بد أن تدخل التاريخ.. لكنه تاريخ ملطخ بالدماء واللعنات. حتما هناك خلل ما في شخصية هذين الشابين وإلا لما مارسا هذا السلوك المجرد من الإنسانية، فالعبثية والفوضوية في السلوك وتحدي القوانين والجرأة في ممارسة الأخطاء بشكل فاضح، هي أمور مردها إلى سوء التنشئة الأسرية التي تلعب دورا كبيرا في تحديد اتجاهات أفرادها المستقبلية. يجب ألا تفوت هذه الحادثة من دون أن نستفيد منها في نشر التوعية بأهمية تلك المحميات وما تضمه من حيوانات ونباتات نادرة. كما يجب أن تنفذ هيئة السياحة برامج لرحلات سياحية إلى تلك المحميات حتى يرى المواطن والمقيم الجهود التي تبذلها الدولة في هذا المجال، والاستمتاع بمناظر المحميات وما تضمه بين جنباتها. وأعتقد أن تلك الرحلات يمكن أن تكون مصدر دخل جيد يستفاد منه في تقوية خطوط دفاع تلك المحميات، وأيضا في نشر الوعي بالمزيد من الحملات التوعوية.