تذكرت وأنا أتابع مباراة فريقي الوحدة والشباب التي أقيمت ضمن مسابقة بطولة كأس الملك (هتافات) المدرجات الرياضية السعودية في زمن (التشجيع الجميل) والممتع والراقي، والذي ليس فيه إساءة ولا خروج ولا تجاوز (إلا ما ندر) وذلك زمن كان كل ما في الرياضة ويتعلق بها لا يخرج عنها ولا يتخطى حدودها ولا يصل إلى الخطوط الحمراء، وإنما في الرياضة وإطارها. فالنقد (موضوعي) في إطار الرياضة، والهتاف كذلك.. مثال.. كانت الجماهير الرياضية عندما تحتفي بالتقدم والنتيجة الكبيرة تهتف مثلا بعبارة: (يا بو ثلاثة لا تتكلم.. شوف الشبكة وروح اتعلم) أو تردد: (الله حي والرابع جاي) وهكذا، وإذا أرادت أن (تستفز) جمهور الفريق المنافس استخدمت (الأهزوجة) المصرية المعروفة: (قاعدين ليه ما تقوموا تروحوا) أما إذا رأت أخطاء حكم المباراة ولم ترضَ عن بعض قرارته رددت عبارات تتعلق به مثل: (يا حكم ما في سيارة ) أو العبارة الأخرى التي تعبر بوضوح عن الاحتجاج والرفض: (يا حكم برة على برة). وأعتقد أن حكم مباراة الوحدة والشباب كان يستحق أن يعترض عليه الجمهور الوحداوي، وهم محقون إذا ما هتفوا وصرخوا في وجه عبدالرحمن العمري مرددين: (برة على برة يا عمري) فالعمري (ساهم) مساهمة مباشرة في عدم فوز الفريق الوحداوي بالمباراة، وعدم وصوله إلى شباك حارس الشباب وليد عبدالله، وأثرت أخطاؤه في نتيجة المباراة في ضربة الجزاء، سواء التي احتسبت للفريق بعد (لمسة) يد واضحة من مدافع شبابي، ولم يكن قراره وإنما قرار مساعده، أما القرار الخاص به والواجب اتخاذه في إعادة ركلة الجزاء لخطأ تحرك حارس المرمى فقد تجاهله العمري و (طنش) عن إعادتها، ثم طنش عن احتساب أخطاء أخرى عديدة من الأخطاء العشرة داخل منطقة الجزاء، وكانت ضربات جزاء صحيحة (لا غبار عليها) ولكن حكم المباراة ظهر وكأنه (أقسم) ألا يحتسب للفريق الوحداوي ضربة جزاء أخرى، أو أنه وضع لنفسه (قانونا) خاصا يمكن أن نطلق عليه (قانون العمري) يتضمن ألا يحتسب أكثر من ضربة جزاء لأحد الفريقين مهما كانت الأخطاء التي ترتكب بحقه داخل منطقة الجزاء، وذلك ينبئ عن ضعف وعدم ثقة وقدرة على قيادة مباراة هامة ومصيرية إلى بر الأمان، خاصة أن المباراة لم يحدث قبلها شحن أو تصعيد ولم يكن فيها توتر أو تشنج وإنما كانت عادية جدا واستمرت (هادئة) قبل أن تبدأ وأثناءها وحتى انتهائها، ولم يكن هناك ما يمنع الحكم من أن يكون دقيقا ومنصفا ويعطي كل ذي حق حقه، سوى أنه افتقد الحد الأدنى من القوة وعدالة وشجاعة الصافرة، وكثير في من هو كذلك أن يرتدي قميص التحكيم. شفرة لا يصلح العطار ما أفسده الدهر